تابع قصة الفتاة السورية والهرب من المصير المحتوم
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
قصة الفتاة السورية والهرب من المصير المحتوم
هذه القصة نرويها على لسان صاحبتها وهي شابة سورية تعيش ويلات الحرب، انا شابة من سوريا اعيش مع اسرتي في منزلنا، منزلنا يقع في العاصمة دمشق ولذلك كنا في امان ولو حتى لفترة من الوقت كان القصف والحرب دائرة في المحافظات المجاورة وفي كل ربوع سوريا ما عدا في العاصمة، كنت انا وعائلتي نظن بان الحرب لا يمكن لها ان تصل الى هنا، على الرغم من اننا كنا في مأمن من القصف الا ان قلوبنا كانت تتمزق ونحن نرى ما يحدث في المحافظات الاخرى، بسبب الحرب كانت البلاد في حالة مادية سيئة جدا.
فقد والدي عمله واصبحت الاموال معنا قليلة جدا ولم نكن ندري ماذا نفعل، كانت لي صديقة تعيش في بلد آخر، تواصلت معها، عرضت علي صديقتي ان آتي اليها من اجل العيش معها وفي نفس الوقت من اجل البحث عن عمل، في الحقيقة وافقت على هذا العرض ليس من اجلي انا ولكن كان هدفي هو مساعدة اسرتي وتوفير المال لهم من اجل عيش حياة كريمة، كانت المشكلة الوحيدة التي سوف تقابلني هي اقناع والدي ووالدتي بالسفر، خاصة اني لم اسافر من قبل في رحلة بمفردي لان عائلتي كانت تخاف جدا علي.
تحدثت مع ابي وامي عن السفر، في البداية رفضوا ان اسافر بمفردي فهم كانوا خائفين من ان اتعرض للاذى وانا بمفردي في بلد غريب، ولكن في الحقيقة لم تكن عائلتي تمتلك خيارا اخر، في النهاية اقنعت ابي بالسفر واخبرته باني سوف اتحدث اليهم كل يوم من اجل الاطمئنان عليهم، ومع اقرب فرصة سوف ابعث بالاموال اليهم، كانت عائلتي حزينة جدا لاني ساسافر ولكن لم يكن هناك اي خيار آخر، سافرت وقابلت صديقتي، رحبت جدا بي وذهبنا الى منزلها الذي كان جميلا جدا، الحي الذي تسكن به ايضا جميل جدا.------------
كنت في كل مساء اتحدث مع امي عبر الهاتف، وبعد مرور 5 ايام اتصلت بها فلم تجب، ظننت انها ربما تكون مشغولة بامر ما، اتصلت بها مرة اخرى في اليوم التالي فلم تجب، اتصلت بوالدي فلم يجب هو ايضا، دب الرعب في قلبي ولم اكن ادري ماذا افعل، اتصلت بعمتي وعندما سألتها عن عائلتي بدأت تبكي، قلت لها: ماذا حدث يا عمتي ؟، قالت عمتي: لقد تم قصف الحي الخاص بكم وهناك قذيفة سقطت على منزلك يا بنيتي وماتت عائلتك باكملها، عندما سمعت هذه الكلمات شعرت بان حياتي الآن لا قيمة لها.