تابع قصة الفتاة السورية والهرب من المصير المحتوم
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
وفي لحظة جنون وقتي سكب زوج رنا البنزين عليها وأشعل في جسدها النار. مشهدها أصابه بجنون وقتي لم يجعله يعي ما يحدث حتى أنه لم يحاول أن ينقذها.
وبعد دقائق من المعاناة كأنها الدهر نجحت رنا في أن تطفي النار المشتعلة في جسدها. ونجت من الجحيم لتكون على موعد مع رحلة أخرى من العذاب وشهور طويلة في المستشفيات في سوريا وفي تركيا لتضميد الجراح البالغة التي لحقت بجسدها.
كانت حروقا من الدرجة الرابعة لكن الألم النفسي كان أكبر بكثير. "لم أستطع أن أرى وجهي في المرآة..لم يكن لدي القدرة على تقبل ذلك الوجه المشوه.. كانت عيوني معلقة دائما في سقف المشفى حتى لا أرى وجهي ولا اعرف جسدي".
لكن الجاني أفلت بفعلته.. ساعده على ذلك انهيار المنظومة القانونية في سوريا نتيجة الحرب واستقوائه بالجماعات المسلحة. لم يكن بوسع رنا سوي أن تحصل على الطلاق.
"الرجل السوري كان ممكن زمان يضرب زوجته بيده بعد الحرب صار يقوسها أو يقتلها بسكين. السلاح موجود ومتوافر والحرب بالعنف المتجذر فيها غذت منحى العنف عند الكثيرين والنساء هن الحلقة الاضعف في هذه المنظومة الجهنمية" تشرح لي رنا.
رنا التي قاست الكثير في حياتها الشابة من زوج عنيف ومنظومة إجتماعية ظالمة ومن ظروف حرب شرسة لديها اليوم حلم بسيط.. ألا تعيش إمرأة سورية أخرى الاهوال التي عاشتها.
تحلم رنا اليوم بتأسيس مركز لتأهيل النساء ضحايا العنف سواء كان من الزوج أو الاخ أو الابن.
"أعرف أن الكثيرات يعانين مثلي وأعرف أنهن يرغبن من الهرب من هذا الجحيم وحلمي في أن أقدم لهن فرصة في حياة أخرى. أضمد جراحهن النفسية وأطببهن وأمنحهن فرصة عمل حتى يستطعن أن يواجهن الحياة والمجتمع".