تكملة من حوالي 8 سنين بنتي بقت مفقودة
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
شاورت ناحية الحُفرة اللي كانت بتحفرها، رفعت حاجبي بدهشة وفضول
قُلتلها: " ممنوع تلعبي في التُراب "
قالت بحماس: " بس أنا لازم أكمِّل حفر، لازم تشوفي "
" أشوف إيه؟ "
" ماما، لازم تكملي حفر، لازم تشوفي، بس لازم تحفري حفرة عميقة "
مش عارفة ليه، بس حسيت إني لازم أسمع كلامها، عشان كدا لمَّا روحنا، مسكت الجاروف بتاعنا
قُلتلها: " مُمكِن تقعدي مع بابا؟ أنا مش هتأخَّر "
كانت بتترجاني: " لا يا ماما، أرجوكي.. بلاش تسيبيني، أنا لازم أكون معاكي "
قُلتلها: " ماشي، بس تفضلي جنبي، متجريش بعيد، ولا تبعدي عني "
" حاضر، هفضل جنبك، أوعدك "
رجعنا تاني للحديقة، مشينا ناحية الغابة لحَد ما لقينا الحفرة اللي هي كانت بتحاوِل تحفرها، بدأت أحفر مكانها، مش عارفة حفرت أد إيه، بس في النهاية الجاروف خبط في حاجة ناشفة، مُمكِن أكون
فضلت أحفُر ساعات مثلًا، جينيفر سمعت الكلام، فضلت قريبة مني وجنبي
حفرت برفق حوالين الشيء الصلب اللي خبطت فيه، لحَد ما اللون الأبيض بدأ يظهر، بدأت أبعد التراب لحَد ما عرفت هو إيه، كانت جُمجمة.. جُمجمة طفل صُغيَّر، وجنبها حاجة لمعت لمَّا نور الكشَّاف جه عليها، كان حلق.. حلق على شكل فراشة، الحلق اللي سارة كانت لابساه قبل ما تختفي
جسمي كُله بدأ يترعش وأنا بسألها: " إيه دا؟ إيه دا بالظبط؟ "
قالت وهي مُبتسمة: " دي سارة يا ماما، كانت بتظهرلي طول عُمري وفي النهاية قالتلي على مكانها، بتقول إن بابا هو اللي سابها هنا "
تعليق المترجم
القصة النهاردة فيها تفاصيل كتير لازم نركِّز فيها
الأب اللي مثِّل أدام الكُل إنه حزين على بنته اللي ماتِت مع إنه قتلها عشان كان شاكِك في نسبها من غير ما يقول لمراته إنه شاكِك فيها، وكمِّل حياته معاها وخلِّف منها تاني بدون ما يبيِّن أي ندم على بنته اللي قتلها بإيديه
والأم اللي فهمت بروده على إنه تماسُك وقوة عشان يساندها في انهيارها، تجاهلت إنه مش بيقعد مع البنات، وتجاهلت إنه مش حزين على بنته الميتة، وفسرت كُل دا غلط
والبنت الصُغيرة اللي شافت روح/قرين أختها اللي ظهر وقالها على لعبها، والبرامج والأكل اللي بتحبه، وبقى مرجِع لكُل حاجة في حياتها، ودا خلى الأم تلاحظ وتقول إنها شبه أختها في حاجات كتير
السؤال المُخيف: البنت عرفت منين المكان اللي مدفونة فيه أختها اللي ماتت قبل ما هي تتولد بفترة؟
ملحوظة: الأب لمَّا زوجته بلغت عنه اعترف بكُل حاجة