لو علمتي أن أصلي من الجن فهل ستعيشين معي
ولا مفر من الرفض يجب أن أعود لأدافع عن أرض أجدادي فلم يكن مجال للرفض وخفت أن اودعك ابنتينا فترميهما أو تقتليهما لو بان شيء من جنسهما الجني
بعد أن أكدت لي موقفك مرارا من استحالة العيش معي وابنتاي والحق يقال أنني لم أستطع مصارحتك بحقيقتي ولكن حاولت التلميح لك كثيرا وفي كل مرة تصدينني
فآثرت بالهرب بهما علنا نلتقي ان انتصرنا في الحرب أو نلتقي في حياة اخرى........ سامحيني
جن جنونها لما قرأت الرسالة ووجدت البيت خاليا من ابنتيها
وتساقطت دموع اللوعة على خديها
لم تفكر في ابنتيها ولا في زوجها
قصة الفتاة السورية والهرب من المصير المحتوم
هذه القصة نرويها على لسان صاحبتها وهي شابة سورية تعيش ويلات الحرب، انا شابة من سوريا اعيش مع اسرتي في منزلنا، منزلنا يقع في العاصمة دمشق ولذلك كنا في امان ولو حتى لفترة من الوقت كان القصف والحرب دائرة في المحافظات
المجاورة وفي كل ربوع سوريا ما عدا في العاصمة، كنت انا وعائلتي نظن بان الحرب لا يمكن لها ان تصل الى هنا، على الرغم من اننا كنا في مأمن من القصف الا ان قلوبنا كانت تتمزق ونحن نرى ما يحدث في المحافظات الاخرى، بسبب الحرب كانت البلاد في حالة مادية سيئة جدا.
فقد والدي عمله واصبحت الاموال معنا قليلة جدا ولم نكن ندري ماذا نفعل، كانت لي صديقة تعيش في بلد آخر، تواصلت معها، عرضت علي صديقتي ان آتي اليها من اجل العيش معها وفي نفس الوقت من اجل البحث عن عمل، في الحقيقة وافقت على هذا العرض ليس من اجلي انا ولكن كان هدفي هو مساعدة اسرتي وتوفير المال لهم من اجل عيش حياة كريمة، كانت المشكلة الوحيدة التي سوف تقابلني هي اقناع والدي ووالدتي بالسفر، خاصة اني لم اسافر من قبل في رحلة بمفردي لان عائلتي كانت تخاف جدا علي.
تحدثت مع ابي وامي عن السفر، في البداية رفضوا ان اسافر بمفردي فهم كانوا خائفين من ان اتعرض للاذى وانا بمفردي في بلد غريب، ولكن في الحقيقة لم تكن عائلتي تمتلك خيارا اخر، في النهاية اقنعت ابي بالسفر واخبرته باني سوف اتحدث اليهم كل يوم من اجل الاطمئنان عليهم، ومع اقرب فرصة سوف ابعث بالاموال اليهم، كانت عائلتي حزينة جدا لاني ساسافر ولكن لم يكن هناك اي خيار آخر، سافرت وقابلت صديقتي، رحبت جدا بي وذهبنا الى منزلها الذي كان جميلا جدا، الحي الذي تسكن به ايضا جميل جدا.------------