تكملة قصة رجل عطار كان عنده سبعة بنات ماتت امهم
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا وتنتظر أن تخطبها العجوز وإعتقدت أنها أم ذلك الولد مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت إمرأة ترافق فتاة ظنتها العجوز عيشة ونادت عليها
مرت الساعات ولم يقترب أحد من الدار أحست بغصة في حلقها ثم دخلت حجرتها ودست وجهها بين يديها وشرعت في البكاء بصمت وتناثرت دموعها حتىحتى بللت ثيابها
نهضت ياسمينة مبكرا في الصباح كعادتها لكن هذا اليوم كانت رائقة المزاج كامل الليل كانت تتذكر اللحظات التي إقترب فيها ذلك الولد منها لقد رأت في عينيه الحب والعشق وبدأ يعجبها أما الآن فتحول ذلك الإعجاب إلى غرام
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا اليوم وتنتظر أن تخطبها العجوز وإعتقدت أنها أم ذلك الولد فرغم هيأتها إلا أنها تبدو أصغر سنا وهي جميلة وفاتحة العينين لقد لاحظت إهتمامها الشديد بها من دون إخواتهاوهذا جعلها تشعر بالسعادة
أتمت البنت كل شغل البيت بمفردها وعجنت الخبز وأعدت المائدة وعليها كل ما تشتهيه النفس من بيض وعسل ومربّى المشمش الذي صنعته بنفسها من ثمار الشجرة التي وسط الدار
أدركت ياسمينة أن أخواتها عرفن بكل شيئ فأحست بالخجل وإحمر وجهها
بعد قليل قالت البنت الكبرى: نحن نجلس حول المائدة منذ ساعة ولم يأت أحد لقد تعودا على المجيئ في هذا الوقت مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت إمرأة ترافق فتاة ظنتها العجوز عيشة ونادت عليها
لمّا رأتها أخواتها على تلك إلحالة قلن لها هوني عليك فالغائب حجته معه ربما تنتظر العجوز رجوع أبي لتخطبك منه لا تنسي أننا عصينا أبانا صالح وأدخلنا غريبا إلى الدار
ولو علم سيغضب منا بشدة فلماذا إذن هذا البكاء ؟
أجابتهم: أتركوني وشأني وأخفت رأسها تحت المخدة
في المساء لم تخرج من غرفتها ولما ذهبوا لرؤيتها إنزعجن من حالتها فلقد كانت تنظر إلى الحيطان حولها ولا تتكلم
في تلك الليلة لم تتعشى معهن
أجابت أخرى: هذا صحيح أعتقد أنه يجب أن نفعل شيئا من أجل ياسمينة فأنا لا أطيق أن أراها على هذه الحالة
قالت الكبرى سأتنكر وأخرج للبحث عنهما لا بد أن أحدا يعلم عنهما شيئا
أجابت البنات: لو رآك أحد الجيران ستكون مصيبة
قالت: لن يراني أحد سأتسلل عند الفجر وأحمل في يدي سلة مشمش لأظهر كأحد البائعات
قلن لها حسنا غدا سنطل من السطح ولما يكون الزقاق فارغا سنلوح لك منديل فتخرجين بسرعة.
في فجر الغد تسللت الكبرى كالشبح ونزلت إلى السوق وبدأت تسأل التّجار عن عجوز تمر كل صباح مع إبنتها الشابة لكن لم يعرفها أحد واصلت التّقدم حتى خرجت من السوق وأحست بالتعب جلست لتستريح
فسمعت صوتا يطلب منها حبّة مشمش ولما إلتفتت إليه وجدت متسولا مقطوع الساق فقالت له: هل تجلس دائما هنا أجابها نعم إني أمضي يومي هنا وآكل مما يجود به المحسنون
أعطته أربعة حبات مشمش فأكلهم ورمى النوى نظر إليها وقال: كأنك تبحثين عن شيئ فنظراتك هائمة،
سألته:هل مرت بك عجوز حسنة الوجه مع إبنتها الشقراء ؟
ضحك الشيخ وقال آه،تقصدين خديجة قهرمانة القصر تلك المرأة ليس لها أبناء وهي في خدمة الأمير محمود منذ أن كان طفلا
تعجبت البنت وقالت: هل أنت متأكد ؟
رد عليها كل صباح تخرج صدقة للفقراء وهي لن تتأخر كثيرا في المجيء
بعد لحظات هتف لها: أنظري هناك لقد جاءت هي وعبيدها مع الطعام كانت تردي ثوبا من الحرير الغالي وتضع أساور الذهب حول يديها،لما إقتربت منهم عرفتها فهي نفس المرأة التي تأتيهم إلى الدار. لم يكن أدنى شك في ذلك
عندما رأت البنت الكبرى خديجة وعبيدها حتى قالت في نفسها لا يهمني من تكون هذه المرأة لا بد تأتي معي للدار أعطت للمتسول طبق المشمش الذي كان في يدها فدعا لها بالخير وأرادت أن تكلمها لكن العبيد منعوها من ذلك ولم يمض وقت كثير حتى إنتبهت خديجة لصياح البنت
وجاءت لترى ما يحدث فسمعتها تقول: أرجوك يا خالة لقد طفت بكل السوق لأعثر عليك
سألتها: ماذا تريدين ؟
أجابت:أنا إبنة الحاج صالح فطلبت من العبيد أن يتركوها جرت إليها البنت وارتمت في حضنها وبدأت تبكي وتشهق
قالت القهرمانة: أنت زينب أليس كذلك؟
أجابتها نعم