متيم بغرامها بقلم فاطيما يوسف
تسأله
ممكن أعرف حوصل ايه وايه اللي جابني اهنه
ثم تذكرت أمر هؤلاء الرجال الذين قامو برش ذاك المخدر عليها وهي تهتف پذعر
وه ! افتكرت أنا كان في ناس رشو عليا مخدر وبعدين لقتني اهنه انت جبتني إزاي وليه ولا تكون انت اللي أجرتهم عليا علشان تخطفني .
ضحك بشدة لأول مرة في شبابه منذ أن فارقته أمه على طريقتها التي تتحدث بها وذعرها ثم تحدث من بين ضحكاته بنبرة سعيدة
سر قلبها لسعادته بل وخطڤتها ملامح وجهه المبتسمة ودق ذاك النابض بين أضلعها ولم تعرف مالسبب وراء كل تلك الدقات
تسهمت نظراتها أمامه وعينيها سكنت عيناه وكالعادة ما إن استقرت عينيها داخل عينيه تشعر بذاك السحر الغريب العجيب الذي يجذبها لإطالة النظر بهما تتسهم وتدخل في تيهة المشاعر وتخبط الإحساس بالاحتياج داخلها بشعور غريب لم يوصف بعد وكأن عيناه أكبر لص تحت قبة السماء
نفس ما يشعر به هو الآخر
ثم حدثتها عيناه
أتعلمين ما العجز يا حبيبتي العجز أن أرى هذه العيون الجميلة ولا أستطيع تقبيلها.
وأجابته عيناها وهي تشعر بغرابة المشاعر داخلها
عندما أنظر إلى عينيك تأخذني إلى عالم آخر عالم من الخيال لا كلام يحاكيه ولا اقتباس ينصفه .
عيونك فيهم دفا غريب قووي محستش بيه من زمان هما إزاي جمال قوووي كدة بالرغم من إن لونهم منتشر .
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من كلماته التي خدرتها وغير
هو انت بتبص لي اكده ليه اوعي تكون جايبني اهنه علشان تضحك على عقلي وتقول داي بنت خام وهعرف الفها بكلمة ونظرة وابتسامة .
ثم تحدث بحنو كي يطمئنها
يعني لو عايز أضحك عليكي زي ما بتقولي هستني ساعتين لما تفوقي من الغيبوبة اللي كنتي فيها مثلا
ثم سألها باندهاش
هو انت ليه مصممة اني للدرجة دي أو اني ممكن أستغل ضعف ست قدامي وأجبرها على علاقة مش حباها وڠصب
عنها وحتى لو قدرت أسحبها بكلامي وأستغل ضعف مشاعرها مش هعملها أنا ماما الله يرحمها علمتني إن ابقي راقي ومستغلش قلوب الناس ولا ضعفها ولا أعمل حاجة تغضب ربنا أبدا علمتني قيم مش موجودة دلوقتي عند اغلب الشباب وانت بجد لما تعرفيني هتعرفي اني لا يمكن أعمل حاجة فيكي تخليكي تخافي مني أبدا.
كانت تستمع إليه باندهاش فهو في شخصيته تلك راقيا إلى أبعد الحدود فكيف لتلك الشخصية أن تفعل ما فعله بها !
أيعقل أن ذاك الانفصام يحول الشخص مائة وثمانون درجة !
لاحظ اندهشها من تسهم عينيها وفمها المفتوح ببلاهة ثم سألها
انت مالك مسهمة كدة ليه يابنتي هو أنا بقول حاجات غريبة ولا ايه بالظبط
حمحمت بتوتر ثم خرجت من حالة الذهول وسألته
طب أني جيت اهنه إزاي سألتك السؤال دي مېت مرة ومجاوبتنيش
الټفت بوجهه للناحية الأخرى ثم مسح على شعره وهو يشعر بالاشمئزاز من أفعال أبيه التي حتما ستجعله يود الفتك به ثم نظر إليها مجيبا إياها
والله انا كنت جوه عربيتي بالصدفة وقت مرواحي و شفت من بعيد تلت رجالة رشوا عليك المخدر ومشيوا بالعربية وفي لحظة لفيت لهم من الطريق التاني واتعاملت معاهم
ثم وجه أنظاره إلي ذراعه الملفوف مكملا شرحه لها
اضطريت اني أض رب ن ار عليهم علشان اعمل لهم دوشة فخافوا ورموكي من العربية بس زي مانت شايفة كدة اخدت طلقة في دراعي وشلتك جبتك على هنا عشان ما كانش ينفع ادخل بيكي المستشفى واعمل لك شوشرة وفتحت موبايلك بالبصمة وبعت رسالة لوالدك ان إنتي عندك حالة طوارئ في المستشفي ومش هتيجي الا بكره علشان ميقلقش عليكي .
شلتني ! شلتني إزاي يعني جملة استفهامية نطقتها فريدة وهي تود أن تخت نقه بين يدها وأكملت باستنكار
آااه دي انت انت خدت على اكده عاد واستحليت الحوار دي بقي وبتقول دي هبلة ومش هيفرق لها .
عاد لنوبة ضحكاته مرة أخرى ثم هدأ وهو يرى تذمرها مرددا بصوت مصطنع لائم
يعني هو ده اللي انت فهمتيه وركزتي فيه ومهمكيش اني
اخدت طلقة في دراعي عشان خاطرك واني أنقذتك من اللي كانوا هيخطفوك ويحسروا قلب ابوكي عليكي ويعملوا فيكي البدع ده آخرة المعروف يادكتورة.
هزت راسها باستنكار واهتز فكها ساخرا
دكتورة مين هو انت خليت فيها دكتورة أنا بقيت حاسة إني عرضة بين ايدين الباشا يعمل اللي على كيفه وقت ما يحتاج.
امتعضت ملامح وجهه وهو يتسائل
تقصدي ايه بكلامك ده هو أنا أذيتك في حاجة قبل كدة علشان تقولي كدة ولا انت بتلوميني علشان أنقذتك ولا كنت اسيبهم يخدوكي علشان مشلكيش ولا كنت دخلتك المستشفي وأنا شايلك بردو وساعتها بقي مش هنخلص وكل من هب ودب هيجيب سيرتك ولا انا وانت هنعرف نبرر واحنا داخلين على نص الليل وفي الصعيد كمان .
تدراكت خطأها في خلط شخصياته الاثنان الذي يحياهم ولامت حالها ثم اعتذرت له
اني
متأسفة يادكتور بس اللي حصل لي دي ميصدقهوش عقل اني ليه حد يخطفني اصلا في حاجة اني مش فاهماها .
تلون وجهه بالحمرة من تذكره لما فعله أبيه ولم يعرف بما يجيبها ولكنه حاول تهدئة حاله وأجابها بإنكار وكأنه لم يعرف شيئا
مش عارف هما مين ولا كانو عايزين ايه منك وبعدين كل اللي كنت مركز فيه إزاي أنقذك منهم .
ضمت شفتيها بامتعاض من ما حدث لها ثم رددت بحزن
مش عارفة اني بالذات ليه بيحصل معاي اكده مع إني ماشية جمب الحيط ومش بعمل مشاكل مع حد وكافية خيري شړي .
اقترب منها ثم تحدث بهدوء وهو يجذب حجابها وناولها إياه مما جعلها تندهش من حركته تلك وشعرت برجفة في جسدها شعر بها هو الآخر من هزة يدها وهي تتناول منه الحجاب مما جعله هو الآخر اهتز جسده وهو يتأثر بحالتها تلك
البسي حجابك الاول علشان شعرك الأحمر ده ميخلنيش أعمل حاجة مش عايز اتهور وأعملها ده أولا ثانيا بقي يادكتورة لازم تعرفي إن اقدار الله كلها خير ودايما ربنا هتلاقي ساتر اللي قريب منه قوووي ومهما كانت حجم المشكلة أو البلاء ربنا بيبعت معاه صبر وجبر هيخلوا الإنسان من حلاوة عطايا ربنا وهبته لينا بالخير كله هينسونا هموم الدنيا واللي جري لنا فحطي دايما في بالك إن ربنا بيجعل دايما مخرج للي بيتقيه .
كانت تستمع
إليه بقلب بدأ ينبض شعورا غريبا عنها لم تجربه من قبل ولكنه شعورا لذيذا هائلا أحبته وأحبت الإحساس به وتمنته الآن أن يدوم ثم لململت خصلاتها المبعثرة وثبتتها بدبوس الشعر ثم لفت حجابها وأحكمته على رأسها وهتفت بامتنان ووجهها يصحبه البسمة
كلامك مريح قوووي وجميل وعامل كيف البلسم وريحني قوووي
ثم هتفت وهي تبدل نبرتها الهادئة المبتسمة الي أخرى شرسة جعلتها اندهش من تغير علامات وجهها مابين لحظة وأخرى
طب ممكن بقي لما يوحصل لي حاجة تاني متجيش ناحية حجابي وتكشف ستري علشان داي حاجة بتخ نقني قووي وبتخليني قرفانة من نفسي يافارس .
دق قلبها لسماعه اسمه من بين شفاها بدون لقب دكتور ثم حرك رأسه للأمام بموافقة
حاضر يادكتورة مش هتتكرر تاني بس لما خلعته عنك علشان أثر المخدر ونفسك يضيق بس إن شاء الله مش هيحصل حاجة تاني .
بعد أن أنهى طمئنته لها قام من مكانه ودلف إلى المطبخ وقام بصنع كوبان من القهوة كي يفيقا من أثر المخدر
ظلا يتحدثان كثيرا هو يفتح مواضيع عدة يتعرف بها على شخصيتها وظروفها وهي تسأله عن علاقته بأمه وحياته قبل ذلك وبالتقريب عرف كلاهما كل شئ عن حياة الآخر فهو قد حكى لها عن حياته المستقرة الآمنة ولم يذكر شيئا عن حياته المريرة التى عاشها وهي كانت خير منصت له واليوم بل وتلك الساعة بالتحديد ولد قلب الدكتورة فريدة على يد فارس الألفي بالحب الذي كبل مشاعرها الآن تجاهه
مر كثيرا من الوقت وهم لم يملوا بعد من حديثهم مع بعضهم حتى أشرق الصباح وأعلنت الشمس عن طلوع يوم جديد يحمل بين طياته الكثير من أقدار الله لعباده فحملت حالها وغادرت المكان وتركت ذاك العاشق الثاني الذي يشعر بنفس مشاعرها تجاهه فقد نبض القلب المظلم وبالغرام أصبح بها متيم .
في منزل عماد الألفي حيث أتى إليه سيد وهو يرتعب من الخۏف مما سيبلغه به ولكنه مضطر والمضطر يركب الصعاب وهو ونصيبه
دلف إليه وبالطبع أخذ موعدا معه فكان يجلس على أريكته وهو يرتدي الروب الخاص به من قماش الستان اللامع تحته إلا ذاك السروال الذي يصل لركبتيه وأمامه مشروب الكحول الذي يحتسيه ثم تحدث وهو يرتشف بتمزج من الكوب
ها ياسيد جبتو البت الدكتورة اللي قلت لكم عليها
زاغت عيناي ذاك السيد ثم تهته پخوف
ها ...اصللل ...
ماتخلص ياسيد هو أنا فاضي لك .
جملة اعتراضية نطقها عماد بحدة ارعبت ذاك الواقف الذي نطق على الفور
اصل الشباب حصل معاهم مشكلة بعد ما جابو البنت ودخلوها العربية وكل حاجة كانت ماشية تمام لحد فجأة طلع لهم فارس بيه ابن حضرتك في وشهم وض رب عليهم ڼار وتقريبا عرفهم من العربية بتاعتك ياباشا بس كان كان
ابتلع ريقه برهبة ولم يستطيع الإكمال فهدر به عماد وهو يلقي بالكوب الزجاجي على المنضدة بحدة مما جعله يتهشم علي الفور مما دب الړعب في صدر سيد كثيرا
أه وبعدين يابوز الفقر انت مانا عارف أنا مشغل معايا بهايم يغرقوا في شبر ماية .
ارتعش جسد سيد من عيني عماد الحمراء من الڠضب ثم ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأكمل في دفعة واحدة وطبق الحكمة وقوع البلاء