متيم بغرامها بقلم فاطيما يوسف
وهو يستند برأسه على الكرسي مغمض العينين وكأنه يستدعي الهدوء النفسي من حالة الڠضب الشديد التي سببت له ارتفاع ضغط الډم وشعر بالصداع يغزو رأسه وما إن رأت حالته تلك حتى ظلت تلوم حالها بطريقة لاتوصف وعهدت نفسها أن لا تفعلها مرة أخرى وستكن تلك المرة الأخيرة وستنتقي الملابس الفضفاضة المحتشمة في زي راقي أيضا
أطال النظر داخل عينيها وهي بالقرب منه بتلك الدرجة وأنفاسها تغلغلت داخل رئتيه فأغمض عينيه لوهلة ثم الټفت بوجهه للناحية الأخرى وهو يفتح لها الباب مرددا
تمام اتفضلي يالا علشان نمشي .
تنهدت بحزن من ما وصلا إليه الآن فهي لم تكن تتوقع ثورانه بتلك الدرجة لمجرد أنها ارتدت بنطالا ورفعت أكمام قميصها وأخرجت خصلات من شعرها فهذا ما تفعله أكثر الفتايات تلك الأيام والموضة المنتشرة بشدة والأدهى انها ترى الاستوريهات الخاصة بهم مع خطابهم وأزواجهم وهن بتلك الهيئة لماذا فعل معها هي بالتحديد هكذا فلا يوجد سبب اهتدى به عقلها إليه إلا أنه يتعنت معها ويفرض سيطرته عليها أو أنه يقلب الطاولة عليها كي ينسيها حوار تلك الشمس
ممكن اعرف ايه سبب العياط دلوك والمفروض ان أني اللي زعلان من عمايلك
حاولت إفلات وجهها من بين يديه ولكنها لم تستطيع فهو كان ممسكا بها بإحكام فرددت بنبرة صوت متحشرجة أثر بكائها
ليه هو أني اللي غلطت ووصلتنا للي احنا فيه ولا دماغك اللصغيرة اللي وزتك تعملي اكده
زادت من البكاء فهتف بانعدام صبر
وه هتبكي طول اليوم ليه ومهنعرفش نتحدت واصل
هبكي علشان انت زعقت لي كتيير قووي النهاردة.
مش انت اللي استدعيتي ڠضبي وعملت
اللي واثقة أنه هيضايقني .
هو أني عميلت ايه يعني غير اللي البنات هتعمله خد شوف صورهم أهي ومع خطابهم وأزواجهم كمان وانت اللي كبرت الموضوع قووي واتعصبت عليا.
فتحت الهاتف وأتت
بالصور وما إن وجهت الهاتف إليه حتى استدار بوجهه إلى الناحية الأخرى هاتفا بانزعاج وهو يرفض النظر إلى الصور
مش هشوف حاجة واقفلي الموبايل دي أني مليش صالح بيهم كل راجل حر في التعامل مع اهل بيته
كل واحد مسؤول عن نفسه واني مش بقرون علشان اسيب مرتي تخرج متبرجة وكل من هب ودب يتفرج عليها واني زي الأطرش في الزفة .
ثم وجه أنظاره إليها محذرا إياها
قفلي على الحوار دي معايزش أتحدت فيه مرة تانية متبصيش على اللي زي دول بصي على الاحسن منك في الاحتشام وغيري منهم وقلديهم متبصيش للأسوء علشان الدين واضح واليسر والعسر ملهمش علاقة بالاحتشام نهائى أظنك دارسة شريعة وقانون وربنا سبحانه وتعالى قال وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن جيوبهن أي صدورهن فينسدل الخمار من الوجه إلى أن يغطى الصدر وليس الجيب ابحثي كويس وانت هتعرفي إن الحجاب السليم لازم يغطي الصدر أما انت النهاردة عديتي ليفل الۏحش في الجراءة وحذاري اللبس دي يتخرج بيه تاني ولا الروج الأحمر اللي كنت حطاه دي يتحط تاني إلا وانت في بيتك لجوزك بس .
زادت من بكائها فض رب كفا بكف
وه هتزيدي في البكا عاد هو أني ض ربتك بالن ار
حركت رأسها برفض وتحدثت من بين شهقاتها مما جعل قلبه رق لبكائها وكيف لايرق وهو رجل عاشق حد النخاع لامرأة ولد قلبه على يدها من جديد
له علشان انت زعقت لي جامد بردو وعيطتني .
حاول تهدئة حاله كثيرا ثم اقترب منها وجذبها إلى إياها من رأسها وشدد من وهو يربت على ظهرها بحنو وبهمس بجانب أذنها
معلش حقك علي يارحمتي بس أرجوكي متحاوليش تختبري غيرتي تاني علشان بتخلي الن ار في جسمي .
شددت هي الأخرى من احتضانه ثم هتفت بطاعة أذهلته
حاضر .
أخرجها من ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بأسف
خلاص بقي متبكيش عاد أني بحبك قووي يارحمة ومش متخيل إن راجل ممكن يشوفك أو يبص لك بصة اكده ولا اكده ولا يشوف زينتك وقتها ويتمناكي علشان شاف منك اللي مينفعش راجل يشوفك بيه غيري .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
إنت وحش على فكرة وقلبك قاسې ومهتحبنيش قد ما هحبك .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة عاشقة مستنكرة لما قالت وهو يقصد مشاغبتها
إنت وحش ! والله حاسس اني متجوز عيلة مش آنسة عاقلة كبيرة
واسترسل حديثه وهو ينظر إلى أنفها الحمراء من أثر البكاء وهو يداعبها بسبابته
بذمتك دي شكل واحدة فرحها كمان كذا يوم إلا قولي لي يارحمة هو النكد دي هرمونات عند كل ست ولا اني بيتهيألي
بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر حزنها منه وهي تنعته بمشاغبة مماثلة
إنت رخم قووي على فكرة بقي وآه النكد هرمونات عند الستات بينزلهم في لبن الرضاعة .
جذبها من رأسها بيده قائلا بنبرة استنكارية مصطنعة
هو انت لسانك فالت منك علطول اكده يا حبيبتي ماتهدي ياعم الشبح اني عريس وداخل على جواز والمفروض تدلعيني ومتنكديش علي .
أجابته بقوة وغيظ وهي تحاول استفزازه
مين قال اني هتجوزك دي في الاحلام يا متر لما توبقى تغور الكونتيسة اللي انت مقعدها في بيتك اللي هو اصلا هيوبقى بيتي نبقى
نشوف الحوار دي بعدين .
جذبها إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
احلام ماټت من زمان ياماما ماتتهدى بقي ياشيخة طلعتي روحي وغلبتيني هو أني مبصعبش عليك وانت عمالة تقولي في وشي مهتجوزش معايزكش ! مفيش الكلام دي يارحمتي جوازنا خلاص كمان أربع أيام هيتم يعني هيتم ومش هيتأجل يوم واحد وبعدين أني جبت اخري والصبر زهق من صبري عليكي يابنت سلطان فاتكي على الصبر وسيبك من أمور الجنان بتاعتك داي وتبطلي روشة .
دفعته من صدره بقبضة يدها الصغيرة وهي تردد بشفاة تمطها للأمام بدلال أثاره
بعد يدك دي عني مش هسمح لك تلمسني ولا تقرب مني اكده وخليك معاند معايا بقي .
أمسك كف يدها بإحدى يديه والأخرى ثبت رأسها
أبعد مين ياماما دي في احلامك وبعدين أني مشيت شمس على فكرة وراحت شقة بعيد عن بيتنا وشفت
لها شغل عند واحد صاحبي فمتعمليش جنازة ومفيش مېت بقى
بصراحة وحشتني قووي وروحني بقي .
ولكزته في كتفه ولسانها ردد بتلقائية
أزاحت يداه من علي وجهها وتحدثت وهي تتحرك بسيارتها كي تعود إلى المنزل حتى لا تتأخر ووالدتها تلك الأيام كأنها تجلس على
طلاق الن ار لديها استعداد للاشتباك معهم جميعا على اقل التفاهات
براحتي أعمل وأقول اللي على كيفي واللي يحلالي طالما في حلالي .
رفع حاجبه الأيسر متعجبا من قوتها
دي انتي ربنا مايوكلك على حد مظلوم ياشيخة امشي ياماما ودينا على المطعم النحس اركب عربيتي وروحي على البيت على طول وحذاري ارن عليكي تاني ومترديش عليا والله العظيم وقتها ماهتعرفي رد فعلي هيكون عامل كيف انت حرة بقي .
ظل كلاهما ينكش الأخر وهم مستمتعون بنقارهم كالقط والفأر وحقا من يراهم يستمتع لرؤيتهم وينجذب لمشاهدتهم
أوصلته إلى السيارة وقبل أن يهبط لمح الكيس البلاستيك الذي يحوى الملابس التي كانت ترتديها مرددا لها بتحذير
شوفي بقى ترميهم تديهم لحد تول عي فيهم ما اشوفكيش لابساهم تاني اني بتكلم بهدوء اهو علشان ما نزعلش مع بعض تاني يا رحمة .
جزت على أسنانها بغيظ من طريقته ثم هتفت بحدة
ماشي ياسي
السيد اي أوامر تاني ياخويا
رفع حاجبه من استنكارها وطريقتها وقبل أن يغلق الباب مد يده وقرصها من وجنتها بخفة وهو يحذرها بلطف
اظبطي لسانك دي ياماما واعرفي انك بتتكلمي مع جوزك مش مع ابن الجيران اللي كنتي هتلعبي وياه زمان .
أنهى كلماته وأمهلها وأغلق الباب دون أن يرى رد فعلها الذي يعلم تمام العلم أنه تشتاط الآن وبالفعل رددت بعد أن تحرك من أمامها بغيظ
ابو رخامتك ياشيخ طلعت روحي بس هعمل في قلبي اللي هيعشقك وهيدوب فيك
ثم نظرت إلى السماء وكانها تحدث ربها
يارب مايطلع ماهر دي تخليص ذنوب وحق اللي كنت هفتري عليهم .
في شقة سكون كانت تجلس أمام مرآتها فقد خرجت من الحمام للتو وهي ترتدي ملابس نومها وتنزع المنشفة من على رأسها لتبدأ في تمشيط شعرها ومازالت في حالة الاكتئاب التي اعترتها وعمران يتحملها بل ويدللها ويتعامل معها كالأميرات
أما هو عاد من الخارج للتو ودلف الغرفة وجدها تجلس أمام مرآتها وتنزع المنشفة من على رأسها فساقته قدماه إليها ووقف خلفها نازعا المنشفة برفق من على رأسها بدلا عنها ليقول بمشاغبة
اني تقريبا اكده جيت في الوقت الصوح ولا ايه ياسكوني
ابتسمت بوجه بشوش راق له وهو يرى بسمتها عبر المرآة والتى بصداها تنير له عتمة الأيام ثم جذب منها فرشاة الشعر ليقول
نفسي أسرح لك شعرك علشان هعشقه قووي وهعشق ريحته ولونه ياسكوني تسمح لي
حركت رأسها للأمام وناولته الفرشاة مرددة بابتسامة
وه وكيف مسمحش ان عمراني يسرح لي شعري دي يوم المنى لما الست جوزها يعاملها كيف