الأربعاء 27 نوفمبر 2024

متيم بغرامها بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 23 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


الحديث ثم أدارت رأسها للخلف وهي تردد بين حالها بصوت تسمعه وحدها فقط 
يلعن الكفرة على اليهود على طريقتك اللي هتخليني عايزة أرجع يابعيد عيل دمك بارد 
ثم استدارت اليه وعادت البسمة الحالمة لوجهها كي تقنعه أنها تتجاوب معه وهي ترمقه بنظرة ساحرة
على فكرة بقى بنات الصعايدة يجننوا بس خاف من قلبتهم واللي يقرب منيهم غ در هيفرتكوه ويخلوه يندم عمره كلاته على إنه كشف سترهم .

ابتلع ريقه برهبة خفيفة من تحول وجهها من نظرة ساحرة حالمة إلى نظرة شرسة كالذئاب في آن واحد ثم هز رأسه بإيمائة خفيفة ليقول بنبرة مشاغبة 
أهو أنا بقي أم وت في الفرتكة دي بس اديني منها كتييير وملكيش دعوة بقي .
رفعت حاجبها بغيظ من رده ثم بدأت في صنع المشروب اسبيرسو فغرفته مجهزة بجميع الماكينات الحديثة للقهوة فهو قد أبدل الديكور الخاص بها ثم استدارت اليه وطلبت منه 
طب ما تشغل لنا موسيقى هادية اكده تفك جو التوتر اللي اني حساه .
غمز لها بطريقة جعلتها تشعر بالاشمئزاز من حالها ومن وجودها معه ولكنها عزمت الأمر أن لاتتركه يدمرها أو يدمر عائلتها وعزمت أمرها أن تجعله يشفى من مرضه ذلك ولا أنها تستسلم له مهما كان وما إن وجدته التهى حتى وضعت من القطارة التى بيدها في مشروبه في أقل من خمس ثواني ثم خبئتها على الفور ومازال ينتقى الموسيقى التي يروق لها باله وما إن انتهي حتى قدمت له المشروب ببسمة عذبة صنعتها بحرفية لامس أطراف أصابعها عن قصد وهو يتناول منها الكوب مما جعل يدها اهتزت وكاد الكوب أن يسقط من بين أصابعها مما جعله احتضن كفيها تلقائيا وتحدث بنبرة متحشرجة 
بالراحة ياعم الشبح هت ۏلعي فينا وهي والع ة لوحدها وعايزة جيش مطافي يطفيها يافوفا .
جذبت يدها برفق كي لاتشعره برهبتها منه وهي تبتسم ببلاهة ثم رمقته بنظرة حانية مصطنعة
هنطفيها يابابا متقلقش بس اشرب وقول لي 
إيه رأيك في عمايل ايدي .
دي أحلى بابا اتقالتي من صنف الحريم كلهم والله .. قالها فارس بوجه مبتسم وهو يشعر بالتميز الفريد من نوعه من جلسته مع تلك الفريدة ثم ارتشف من الكوب رشفات متتالية فقد تمزج بصنيعها بشدة ثم وضع الكوب أمامه وهو يثنيها على صنع يدها
حتى الاسبيرسو طعم مختلف معاكي قولي لي عاملاه إزاي علشان أتعلم منك يافوفا .
أجابته وهي ترتشف من كوبها هي الأخرى بتلذذ وهي ترى أثر النقاط بدأت مفعولها وهي تراه يستند على الأريكة 
له الحاجات داي أسرار وتكات مينفعش أعرفها لك 
وأكملت وقد استشفت استرخائه التام كي توهمه بما تريد وتسهل مهمتها 
وكمان القهوة أو أي حاجة تخصها لما تطلع من تحت يدي بتسفرك عالم تاني خالص بتخليك كأنك طاير في السما ودماغك عالية ورايقة صوح ولا أني بأفور عاد 
حرك رأسه للأمام ويبدو على وجهه علامات الاستمتاع وعلى جسده الاسترخاء ليقول بنبرة يملؤها الرواق 
تصدقي يافوفا كلامك صحيح ده انت يتعمل لك تمثال بقى علشان بتعرفي تظبطي الدماغ قووي كده وتوديها في عالم تاني لازم تعرفيني الطريقة .
التفتت بوجهها للناحية الأخرى ثم هتفت وهي تمسك حالها من الضحك بأعجوبة 
تاتك نيلة في هبلك يابن الألفي 
ثم حاولت الامساك على حالة الضحك التى لو دخلت فيها حتما سيكشف أمرها ثم تحمحمت وهي تستجمع شتاتها وبدأت حوارها معه الآن الذي سيفيدها في علاجه فهي قد تواصلت مع طبيبة نفسية منذ يومان وسألتها عن حالة فارس وأفادتها كثيرا ثم
سألته وهي تصطنع التودد 
أممم.. قول لي يافارس هو باباك كان باعتك اهنه علشان يكدرك ليه مش احنا بقينا أصحاب والصحاب بيعرفوا عن بعضهم كل حاجة 
انزعجت ملامحه من استفساره فدققت النظر في هيئته ووجدت أن ذكر أبيه جعله تبدل كثيرا إلى الأسوء ويبدوا أن طرف الخيط من أبيه ومن الواضح أن أبيه من أوصله لتلك المرحلة ثم وجدته قائلا بۏجع ظهر بينا على ملامحه المنزعجة 
بابا أصلا من زمان من وانا
كنت في ابتدائي وهو بيكدرني وبيغصبني أعمل كل حاجة مش بحبها .
سألته بتركيز وانتباه 
زي ايه يعني احكي لي يمكن انت ظالمه أصل ساعات أهلنا بيجبرونا نعمل حاجات علي غير إرادتنا واصل ووقتها بنحس اننا هنعملها بالڠصب ومش حابين نعملها لكن مع مرور الوقت بنلاقي الحاجة داي عين الصح لأننا ببساطة في الوقت دي إدراكنا للشئ مش مكتمل ومش على قد عقولنا ودايما كانوا يردو علينا لما تكبروا هتعرفوا وتفهموا وبالفعل لما بنكبر شوية
وعقلنا بيكبر معانا بنقول الحمد لله إنهم عملوا معانا اكده.
أغمض عينيه وهي يشعر بالدوار وكأنه دخل عالم لايود تذكره عالم انطفائه على يد أهم شخص في حياته عالم عماد الألفي ثم تحدث وهو مازال مغمض العينين وبدأ يسرد الموقف كأنه يعيشه الآن فعاد بعقله إلى سنوات عديدة مضت بدأ يحكي كأنها حدثت الأمس وكل أعضاء الحس بوجهه بدأت تتفاعل مع حكواه 
وهي خير منصت له فتلك النقاط التى وضعتها له ماهي إلا مخدر للجسد فقط تجعله يشعر بارتخاء عضلات جسده فقد وصفته لها الطبيبة بأنها تستخدمه وليس عليه أي ضرر على خلايا المخ والأعصاب بل يحتوي على تركيبة تجعل المړيض النفسي داخل دوامة الأشياء المعقدة فتعطي الأعصاب إشارة لخلايا المخ بسردها فيتفهم الطبيب حالة المړيض كي يستطيع مساعدته وبدأ فك العقد بالتدريج وها هي على مشارف معرفة أولى أسرار ذاك الفارس الذي عاد بذاكرته إلى سنوات عديدة مضت وهي منصتة باهتمام شديد 
فلاشباك
لازم تسمعي الكلام ياعبير الأمر بالنسبة لك إجبار مش اختيار وأنا بأمرك انك تعملي كدة .
كانت تجلس وأمامها ولدها تتابع معه واجباته المدرسية فهو كان في الصف الخامس الابتدائي حينها فعبير تعشق فارس ولدها بشدة وهو الآخر والدته بالنسبة له روحه التي لا يمكن أن يتخيل حياته بدونها فأبيه من القاسېة قلوبهم وكل ما يهمه هو جمع النقود بأي طريقة بالرغم من أنه طبيب ولديه من الأموال مايكفيهم مستورين ولكنه دوما يبحث عن المزيد والمزيد فأمسكت عبير يدها تقبله بدموع وهي تتوسله 
أرجوك ياعماد أنا مقدرش أعمل كدة تاني أنا نفذت لك طلبك المرة اللي فاتت وتعبت تسع شهور بحالهم وأهملت في متابعة ابني وغير بعد كدة قعدت سنة كاملة أتعافى من چرحي .
بتصميم وجبروت عنفها أمام ابنها وهو يل دغها من كف يدها بقسۏة 
انت نسيتي نفسك يابت إنت ولا ايه أنا متجوزك وانت أبوكي كحيان ومعډوم وصرفت عليك وعلى اخواتك قد كدة علشان تنفذ لي إللي أنا عايزه منك وبعدين ما انا قلت لك مېت مرة أجيب للولد مربية وهي اللي تقوم بكل شؤنه علشان تفوقي لي كدة وانت اللي مصممة تتعبي نفسك يبقي تتحملي بقي .
بليز يا بابا متخليش ماما ټعيط انت بتوجعها جامد وأنا بزعل علشانها .
ابتسم بسماجة لطفله هاتفا بتهكم وهو ينظر داخل عينيها
ماهي اللي بتسمعش كلام بابا ياحبيبي قول لها تسمع الكلام وأنا مش هض ربها ولا هكلمها وبعدين أنا عايزك تنشف
كدة وتسيبك من جو الصعبنة ده انت راجل ولازم تبقى قلبك جامد .
شهقت بشدة من قساوة ذاك الرجل الذي يتعمد اذلالها دوما بفقر أهلها وأنه المسؤول عن مصروفات أخواتها فلابد أن تتحمل لأجلهم وكما أنه هددها أنه سيحرمها من ابنها ويطلقها ويطردها ويتزوج غيرها وستفعل له مايريد وهي لن تتحمل فراق ابنها ثم طلبت منه أن يتمهل تلك المرة وهي تترجاه 
أنا ملحقتش أفوق من عملية المرة اللي فاتت اصبر على شوية كمان وهعمل لك اللي انت عايزه .
ربت على كتفها بحنو مصطنع ثم هتف ببروده المعتاد
انت مكبرة الموضوع كده ليه يا بيبي الحكاية كلها اسبوع تعب وبعدها بتفوقي شوية وآخر شهرين بس اللي بتتعبي فيهم وبعدين المرة دي الزبون هيدفع كتير قوي وهبسطك وكمان چروح الليزر اتقدمت قوي وانا اللي هباشر العملية بنفسي المره دي .
تنهدت بحزن شديد من إصرار ذاك المتبلد عديم المشاعر والإنسانية ثم تركها وغادر المكان فاحتضنها طفلها وظلا يبكيان في بعضهم البعض 
عودة_من_الباك
أدار برأسه إلى فريدة الجالسة بتعجب وذهول وقد رأت لمعة الدمع في عينيه فدق قلبها
ۏجعا بشدة فدمع الرجال

عزيز ويبدوا من أولى حكواه أن قصته غريبة ثم انتبهت إليه يكمل 
ماما كانت ست جميله قوي وتهتم بيا وكل حاجه تخصني بس بابا كان دايما بيزعلها على طول ودايما كان بيخليها ټعيط 
ثم شعر بثقل جسده فسألها
هو انا ليه حاسس ان جسمي تقيل ومش قادر اتحرك
ابتلعت ريقها پخوف من استفساره ولكنها تماسكت حالها كي تبدوا طبيعية
له ما اني كمان حاسة بدوخة رهيبة وجسمي تقيل مش انت بس 
ثم قامت من مكانها وجلست أمامه ونطقت وهي تنظر داخل عينيه بحنو وقد شعرت بمدى ضعفه الآن 
هخرج وهقفل الباب ورايا وهسيبك تستريح وأني كمان هروح لأني اتأخرت كتيير ونكمل كلامنا بعدين .
على حين غرة أمسكها من كف يدها ويبدو أن مفعول النقاط بدأ يزول مما أرعبها بشدة ثم همس لها وعينيه ترتكز داخل مقلتيها بشعور الاحتياج 
تعرفي انك حنينية قووي فيكي شبه من ماما وكلامك جمييل زي كلامها .
حاولت إفلات يدها بهدوء فنجحت نظرا لأن أعصابه مازالت تحت التخدير ثم ابتسمت له لتقول بإيثار 
له مامتك مكانش في زيها ابدا متقارنهاش بمخلوق واصل داي كفاية اسمها نابع من الزهور والروايح الحلوة وأكيد كانت ست جميلة.
راق له كلامها عن والدته فهي استخدمت ذكائها في الرد عليه فوالدته كما تحدث عنها الآن أفضل كائن له مر بحياته فلابد ان تتجمل في كلامها عنها كي تكسب ثقته وتجعله دوما يحكي لها عن دوامة الماضي التي أدخلته في تلك الحالة كم كانت تتعامل بذكاء معه كما أخبرتها الطبيبة النفسية في تعليماتها 
ثم وجدته يكمل همسه وقد ذاب غراما بالنظر داخل عينيها 
وانت كمان اسمك فريدة لايق عليك علشان انت فعلا فريدة من نوعك برقتك وجمالك .
دق قلبها بشدة بين ضلوعها من طريقته الساحرة وعينيه المغرمة بها فقامت على الفور قبل أن تشعر بالضعف فلأول مرة تكن بالقرب هكذا من رجل بتلك الدرجة ثم استئذنت منه ووجهها يبدو عليه الاحمرار الشديد من شدة خجلها أما هو أغمضت عينيه فور خروجها فقد أمره عقله الباطن أن ينام فور خروجها كي تكن هي اخر شيئا رأته عيناه وهو يشعر براحة تجتاح أوصاله لم يشعر بها منذ زمن بعيد 
أما هي فور خروجها استندت على حائط الشرفة ثم وضعت يديها تلقائيا على قلبها كي تهدئ من ضرباته الثائرة داخلها وهي تشعر بالصراع من دقات قلبها المتنوعة ما بين الخۏف وبداية العشق وبين الإحساس بالعطف تجاهه
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 63 صفحات