رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز
كبيرة...جاهدت يارا لرسم إبتسامة باهتةعلى شفتيها و هي تجيبه حلو اوي....سارع صالح بإخراج العقد من العلبة و ألبسه إياها ثم إنحنى على رقبتها متمتما بإنتشاء
مش أحلى منك...يا روحي .أغمضت يارا عيناها و هي تضم شفتيها بقوة لتمنع نفسها من دفعه عنها و الصړاخ
في وجهه و هي على وشك إستنفاذ بقية
طاقتها في تحمله...الان فقط تأكدت أن
اللطف و البراءة حتى تصدقه.... لكن...
تساءلت قليلا و هي تتذكر جميع ما حصل لها بسببه هل مازال هناك عقاپ أسوأ مما رأته سوى المۏت ...فإن كان حقا ينوي على قټلها فهذا سيكون راحة لها وضعت يدها على صدره حتى لا يقترب منها أكثر ليلثم الأخر أسفل صدغها عدة بطيئة و طويلة و هو يكمل بنبرة مستثارة خليكي هادية و مطيعة و انا وعد مني مش
جبتلك هدايا كثيرة أوي هتعجبك ...أنا عارف إن البنات بتحب الهدايا... و أنا هجيبلك كل اللي إنت عاوزاه لو فضلتي هادية و بتسمعي الكلام .صعدا معا الدرج المؤدي لسطح اليخت لتفاجئ
يارا بوجود حفلة صغيرة....قادها صالح لتسير فوق الورود المتناثرة
يارا تبتسم بتلقائية و هي تشعر و كأنها
إحدى أميرات ديزني كل شيئ كان حولها يفوق الخيال.... اليخت الفخم الذي كان
عبارة عن فيلا فاخرة تضم أرقى الأثاث
و أغلاه و هذا الفستان المرصع بحبات
صغيرة من اللؤلؤ و الألماس الحقيقي
بالإضافة إلى العقد الذي يساوي ملايين
حفل الزفاف الصغير المقام على سطح
اليخت و هذا المنظر الطبيعي الرائع أمامها...تجزم أنها لو بقيت مائة سنة تخطط لإقامة حفل زفافها لن يكون بهذا الكمال تمنت للحظة لو أنها كانت متزوجة
من رجل تحبه كان سيكون كل
شيئ مثاليا و فرحتها كانت ستكتمل بوجود عائلتها و أهلها لكنها الان وحيدة في مواجهة وحشها و الذي
بعد أن عدل مستوى صوت الموسيقى
و هو يقول حبيبي اللي بيسمع الكلام...
تعالي جنبي إنت ليه واقفة هناك بعيدة عني داه حتى الفيو من هنا يجنن...تقدري تشوفي إسكندرية كلها من هنا...مشت نحوه و هي تقنع نفسها بتجنب غضبهلعله يتركها. بذراعه ليلصقها منه حتى ضاقت أنفاسها لكنها لم تعترض و هو تستمع إليه ليبدأ هو في تعريفها ببعض الأماكن التي تظهر لهما من اليخت.....بعد عدة دقائق ختم كلامه و هو فروة رأسها قائلا بهدوء أكيد تعبتي.. يلا عشان نقعد....قادها نحو الطاولة و هو يمشي بجانبها بحذر
حتى لا تتعثر بالفستان ثم جذب الكرسي
كما يفعل أي رجل نبيل لتجلس عليه جلس مقابلا لها و تلك الابتسامة لا تنمحي أبدا من فوق شفتيه...إبتسامة سعيدة منتصرة و كأنه فارس نجح في غزو مدينة جديدة....مباتكليش ليه الاكل مش عاجبك و عاوزة
حاجة معينةسألها و هو يقطع قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن يبدأ في تناولها لتجيبه نافية لا حلو... بس أنا مش جعانة عاد ليسألها من جديد بس إنت مكلتيشأي حاجة في الطيارة...ميصحش كده لازم تتغذي كويس عشان وراكي حاجات كثيرة
مهمة الليلة دي... يا عروسة .رفعت رأسها نحوه لتراه يبتسم بخبث
و هو يغمزها بعينه قبل أن يرفع كوب
العصير ليترشفه بهدوء أما يارا فلم تدري
هل جسدها إرتجف من البرد أم من
كلامه الوقح الذي يذكرها بمصيرها....
تناولت عدة لقيمات إبتلعتها بصعوبة مجاراة له بعد أن أصر عليها أن تأكل لتغتنم الفرصة عندما إستأذن ليجيب على هاتفه....وبدأت تبحث عن أكبر سکين موجودة فوق الطاولة حتى وجدت سکينا متوسط الحجم في طبق الفواكه...عاودت النظر إليه لتجده حذو سور اليخت يوليها ظهره و يبدو انه منشغلا بالحديث حمدت الله في سرها ثم نظرت لنفسها تبحث عن مكان تخفي فيه السکين لكنها لم تستطع....صالح منذ أن صعدااليخت و هو يتعمد الالتصاق بها و لمس جسدها لذلك كان من الصعب إخفاءه في ثيابها...عاودت النظر إليه ثم إستجمعت جميع قوتها لتتسلل بهدوء للأسفل و هي تحاول بكل جهدها تذكر غرفة النوم التي غيرت فيها ملابسها منذ قليل لتجدها أخيرا....دلفت و على الفور بدأت تبحث عن مكان مناسب تخفي فيه سلاحھا حتى تستطيع إستخدامه في وقت الظرورة....وجدت أن انسب مكان هو تحت الوسادة ليسهل عليها إيجاده فيما بعد...لن تتركه يلمسها حتى لو إضطرت لقټله او قتل نفسها هذا ما قررته و هي تعاود صعود الدرج بسرعة متمنية بداخلها أن لا يكتشف أمر إختفاءها......في الأعلى قبل دقائق......رفع صالح هاتفه ليقرأ الاسم المدون على شاشة الهاتف...فاروق البحيريمن أشهررجال الماڤيا في العالم العربي....إستأذن صالح من يارا بلباقة و هو يبتسم لها قائلا بمنتهى الهدوء و اللطف سوري يا بيبي مضطر أرد على المكالمة دي عشان مهمة...بس اوعدك إني هقفل
الموبايل خالص عشان محدش يزعجنا....أومأت له يارا بالموافقة و هي تتظاهر بارتشاف بعض المياه ليتركها صالح ليجيب على المكالمة.... فاروق البحيري بذات نفسه....بيكلمني يا أهلا
و سهلا مش مصدق عينيا .فاروق بضحك عشان تعرف غلاوتك عندي
يا كبير عيلة عزالدين صالح بقهقهة الظاهر إنك كبرت و عجزت و النظر
عندك مبقاش مضبوط...و بدل ما تطلب
سيف.. غلطت و كلمتني أنا .فاروق تؤ...فاروق البحيري عمره ما يغلط...
صحيح إن سيف بيه مخذش إسم الشبح منفراغ...بالعكس أنا عمري ما شفت حد في ذكاءه و قوته داه بردو حوت الاقتصاد ...رجل أعمال شرس و ناجح جدا في شغله بس... قلبه مش مېت زيك عشان كده إنت بالنسبالي كبير عيلة عزالدين صالح ماشي يا عم الكبير اوى...مقبولة منك بس أكيد إنت مش بتكلمني عشان تمدحني...لخص بقى و هات من الاخر فاروق حكى له باختصار الحړب الدائرة بين سيف و آدم ثم أخبره بأن سيف من حرضه على طلب مبلغ كبير من المال مقابل إطلاق سراحه..و ان والده و عمه قد دفعوا النقود اليوم صباحا لكنه مازال لم
يطلق سراحه حتى الآن همهم صالح قبل أن يجيبه طيب و انا دخلي إيه بالموضوع داه...ما يتحرقوا مع
بعض....فاروق أنا قلت إنكوا ولاد عم فأكيد يعني الموضوع يخصك....إنت و سيف و آدم الوحيدين اللي ماسكين شركات عزالدين...صالح بتصحيح قصدك بابا و عمي و آدم...سيف خلاص فصل شركاته عن المجموعة و سلم الإدارة لبابا و عمي كامل....و انا زي ما إنت عارف مليش علاقة بيهم...فاروق ماشي... أنا بس قلت اعلمك
عشان إبن عمك هيشرف عندي يومين
كمان...يعني متزعلش مني بس لازمأعلمه يحرم يلعب مع الكبار .صالح بضحك ما إنت بردو بتلعب مع الكبار ... بقى عاوز تسرقنا يا فاروق فاكر
إن حاجة زي دي هتعدي على سيف
عزالدين فاروق تؤ... كنت عارف إنه ذكي و إنه هيكشف إبن عمه بسهولة...و داه مفرقش معايا اوي عشان انا كنت عامل حسابي لو مربحتش الصفقة...فعلى الاقل في حد
هيدفعلي ثمن حياته...صالح بتفكير و هو يلتفت خلفه ليتفاجئ بعدم وجود يارا... لم يهتم كثيرا و هو يواصل حديثه قائلا طيب إيه رأيك في مليون جنيه زيادة .فاروق رغم إنه مبلغ قليل بس...مقابل إيهصالح مقابل خدمة بسيطة جدا...إنك تسيب آدم النهاردة.....فاروق بتفكير إتفقنا بس ممكن أعرف ليهصالح بمراوغة عشان إبن عمي....و صعبان علياما أنا عارفك اكيد قمت معاه بالواجب من زمان .فاروق إتفقنا...صالح بعد أن أغلق سماعة الهاتف خلي سيف ينشغل بآدم عشان ميلاقيش الوقت و يدور ورايا و أكيد هيكتشف إني تجوزت يارا .كان يتحدث و عيناه مثبتتان على الطاولة الفارغة... في بادئ الأمر ظن أنها ذهبت للحمام لكنها تأخرت فهو قد ظل يتحدث على الهاتف حوالي عشرة دقائق....تمتم بعدم إهتمام و هو يعود ليجلس علىكرسيه و ينتظرها يمكن تأخرت عشان مش عارفة المكان...سرعان ما شعر بالملل ليفتح هاتفه و يذهب لتطبيق الكاميرا الخاص باليخت...عقد حاجبيه باستغراب عندما رآها تخرجمن غرفة النوم و هي تتلفت حولها بارتباك...أغلق هاتفه ثم وضعه على الطاولة بعدم إكتراث فهو كل ما أراده هو التأكد من أنها بخير لكن شيئ ما بداخله كان يحثه على معرفة المزيد ليعيد فتح الهاتف من جديد و يرى كل ما فعلته داخل غرفة النوم...تمتم بتسلية و قد ظهرت إبتسامة خبيثة على
محياه و هو لا يزال يشاهد الفيديو
الحكاية كده ...هتحلو جدا....رفع صوته قليلا عندما رآها مقبلة عليه و هي
تمشي بصعوبة بسبب الفستان
الثقيل تعالييا بيبي... في حاجة مهمة حابب اوريهالك.
في شقته كان آدم يجلس في الصالون
بهيأة مزرية تحكي ما عاناه من تعذيب على يد واحد من أخطر رجال الماڤيا في العالم وجهه مليئ بالكدمات و الچروح
و ثيابه مليئة بالډماء الجافة....أما عيناه
المحمرتان پغضب و حقد تتوعدان بالاڼتقام القريب فڼار قلبه الملتهبة لن تخمدها سوىالدماء....رن هاتفه ذو الشاشة المکسورة ليجيب بصوت
جاف فهو يعلم هوية المتصل أيوا يارشدي.... وصلت لفينرشدي كل حاجة جاهزة يا آدم باشا بس
الجماعة لما عرفوا إن سيف عزالدين هو
المقصود...طلبوا ثلاثة مليون زيادة على الاتفاق و كمان عاوزين نص المبلغ يتحولهم على حسابهم في بنوك باناما....آدم بصياح نفذ كل طلباتهم يا رشدي.... إديهم كل اللي هما عاوزينه المهم يخلصوني منه.....رشدي ما تقلقش ياباشا...الجماعة دول انا أعرفهم كويس متدربين على أعلى مستوى
و بيطلبوا بالاسم في كل دول العالم عشان ينفذوا عمليات الاغتيالات بمنتهى السرية و كلها ناجحة و لا مرة فشلوا ...آدم پحقد و نيران الاڼتقام تشتعل في صدره كبركان من الحمم عاوز فيلا سيف عزالدين تتساوى بالتراب هي و اللي فيها ...مش عاوز حد يطلع عايش هو أمه و عمته حتى الشغالين مش عاوز حد منهم حي...رشدي باقتضاب طب و بالنسبة لمراته...آدم پجنون متقولش مراته...سيلين ليا اناااا و هاخذها منه
و لو كانت آخر حاجة أعملها في حياتيييي...إسمع يا