رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز
سيارات أمام البوابة و كذلك بعض أفراد من حرس القصر الذين تعرفهم جيدا.... هرعت للداخل و قبلها يدق كأجراس الكنيسة خوفا على وحيدها بعد أن علمت
هوية الزائرين.....شهقت عندما وصلت للباب الداخلي للفيلا
و هي ترى كامل الذي كان يمشي ببطئ
و يديه مخضبة بالډماء بينما كان امين
يسير بجانبه بوجه مكفهر لم تهتم بهما بل أكملت طريقها ركضا.....تنفست الصعداء بعد أن لمحت سيف
إيه جوز الغربان دول.....ضحك سيف و هو يلتفت لوالدته مطمئنا إياها متقلقيش انا كويس...كانوا بيسألوا
عن آدم الظاهر إنه تاه و هو راجع من المدرسة.....نظرت نحوه سميرة بلوم مردفة بقى داه وقت هزار...انا قلبي كان هيقف لما شفتهم....سيف و هو يقبل يديها سلامتك يا ست
ما إنت عارفاهم...إطلعي لأوضتك عشان
ترتاحي و متفكريش في حاجة....أومأت له و هي تغمض عينيها بقلق على
وحيدها...الذي يعاني من شړ عائلته منذ
سنوات طويلة في الخارج....ركب كامل إلى جانب امين في السيارة
متجهين نحو أقرب مستشفى...أمين و هو يعطيه المزيد من المناديل
قاله داه.... صحيح...آدم و إلهام بيسربوا
صفقات الشركة و بيبيعوها.....كامل بحدة جري إيه يا أمين إنت كمان
هتصدق عيل وا..... زيه....داه بيحاول يشككنا في بعض مش اكثر.... بس و ديني ما انا سايبه .امين طب خلينا نروح للبحيري... عشان نتأكد
ماهو مش معقول سيف هيخطف آدم يعني يعمل بيه إيه .نظر نحوه كامل بحنق و هو يجيبه عاوز
آدم مش يمكن عند ال.....كامل و هو يشير له بلامبالاة ماشي بس عشان
أثبتلك إنه كذاب و إن عمرنا مالازم نثق
فيه.....في احد المستشفيات الخاصة حيث مازالت تمكث يارا للعلاج... فوجئت بمجيئ صالح لزيارتها منذ الصباح الباكر ....كان يجلس قبالتها على كرسي ينظر لها بهدوء و قد علم منذ قليل من الطبيب أنها جميع كسورها إلتئمت ماعدا يدها التي
المسلطة عليها لتهتف هتفضل تبصلي كده كثير...لو عندك حاجة قولها و خلصني عشان تعبانة و عايزة أنام .توقفت عن الحديث بسبب خۏفها منه
عندما تحرك بجسده للأمام قليلا ليقترب
منها أكثر.. لاحظ هو ذلك ليضحك بتسلية قائلا سكتي ليه كملي...أجابته بتوتر و هي تنزل نحو الطرف الآخر
للأسف الدكتور كتبلك علىخروج..يعني
هتضطري تأجلي حكاية النوم دي شوية نفضت يارا الغطاء من فوقها و قد تسللت الفرحة لقلبها بعد طول إنتظار
يعني أقدر أخرج....و اروح بيتنا .صالح بغمزة قصدك بيتنا أنا و إنت .يارا بارتباك مش فاهمة قصدك إيهصالح بغرور و هو يضع ساقه فوق الاخرى
أنا قررت اديكي فرصة أخيرة بدل اللي
إنت ضيعتها بتهورك... لما قررتي تهربي.... بس يكون في علمك دي هتكون الأخيرة..بعدها إنت عارفة كويس إيه اللي هيحصل .اطرقت يارا رأسها و هي تجيبه باستسلام حاضر بس... ماما و بابا .صالح متقلقيش أنا مضبط كل حاجة.... يلاهناديلك الممرضة عشان تساعدك تغيري هدومك
يا.... عروسة خرج من الغرفة تاركا إياها في صدمة تتساءل كالبهاء متى ينتهي كابوسها....في فيلا ماجد عزمي....على مائدة الإفطار.....زفر ريان بملل و هو يلقي تحية الصباح
على والديه منتظرا شجارهما المعتاد...ماجد إنت أم إنت بنتك بقالها أسبوعين برا البيت و محدش عارف هي فين و إنت قاعدة و على بالك...ميرفت بحنق اووووف هو إنت عاوز تتخانق و خلاص ما أنا قلتلك مية مرة هي مع أصحابها بيعملوا سفاري في أفريقيا و كلمتني كذا مرةو بعثتلي صور كثير كمان..و.....ماجد پعنف مليش فيه... تكلميها النهاردة و تخليها ترجع في أقرب وقت يا إما هسافرلها
بنفسي و أجرجرها من شعرها لحد هنا...ميرفت و هي ترمقه باشمئزاز إيه أسلوب الفلاحين اللي بتتكلم بيه داه... إيه تجررها من شعرها دي...بيئة اوي....ماجد بسخرية داه اللي ينفع مع الصيع اللي زي بنتك...زي ما قلتلك تكلميها تخليها ترجع...بلا سفاري بلا زفت على دماغها...قاطعه صوت هاتفه ليخرجه من جيبه... ما إن علم هوية المتصل حتى وقف مسرعا
من كرسيه محاولا إخفاء إرتباكه
دااه... تلفون من الشغل... انا رايح.....رمقته ببرودها المعتاد الذي إتسمتبه علاقتهما في السنوات الأخيرة...زواج مصلحة بين شخصين أنانيين كل منهما يلوم الاخر على اي خطأ...حتى كبرت الفجوة
ليس فقط بينهما بل بين الأبناء أيضا....
و ينتهي بخېانة الزوج في الخفاء..
يتبع
الفصل الثامن عشر
بعد أربعة أيام في قصر عزالدين....في المكتب الكبير الخاص بالجد صالح حيث
تتم اغلب إجتماعات رجال العائلة بعيدا عن أعين النساء الفضولية يقف سيف ممسكا بأحد الملفات و هو يتكلم بصوته الواثق و في نفس الوقت عيونه مسلطة على ردة فعل الحاضرين خاصة
جده.....الملفات اللي قدامكوا دي فيها تنازل مني على كل الأملاك و العقارات اللي جدو كتبها باسمي و اللي هي سلسلة فنادق المجد و عمارات إسكندرية و مزارع المنيا و شركة النسيج القديمة اللي في و أنم جدي و هو حر بقى يديها للي هو عاوز....قاطعه صالح بأعتراض إنت إزاي تعمل لكده
مين غير ما ترجعلي... خلاص كبرت و بقيت تاخذ قرارات مهمة زي دي لوحدك.....سيف باحترام معلش يا جدي أنا بس زهقت و تعبت من الخناقات و الحروب اللي ما بينا بسبب الورث... أنا خلاص معتش عاوزة حاجة منهم خليهم ياخدو كل حاجة يمكن يشبعوا.... المهم يسيبوني في حالي...توجه بنظره نحو أعمامه الذين كانا يحدقان في الأوراق بطمع قبل أن يضيف و داه طبعا مش ضعف مني بالعكس إنتواعارفين إني أقدر بكل سهولة أمحيكوا من على وش الأرض بكذا طريقة بس انا مش عاوز كده و إكراما لجدي... هو الوحيد اللي
مانعني عنكوا.... بس و عزة جلالة الله من هنا و رايح لو حد فيكوا تعرضلي أنا او عيلتي هيشوف الچحيم... و قد أعذر من أنذر .... دلوقتي أنا لازم أمشي.....تقدم ليقبل يد جده الذي كان يحرك رأسه بأسف و ينظر له بنظرات ذات مغزى أنهم لن يتركوك حتى لو أعطيت لهم كل شيئ لكن سيف إبتسم له مطمئنا إياه.... سيف يعلم أن جده رجل ذو طباع قاسېة و أبناءه هم السبب كان يجب أن يكون
ذو شخصية حديدية حتى يستطيع ترويضه مو لكنه من جهة أخرى أب خائڤ على أولاده الذين يتناحرون من أجل حفنة إضافية من المال رغم أنهم يملكون منه الكثير..... أذوا حفيده كثيرا و لكنه سكت و منعه بكل الطرق عن الدفاع عن نفسه و يعلم أنه مخطئ لكنه من جهة أخرى حاول تعويضه
بأن أعطاه نصف ثروته و هذا ماسبب
عداوة أكبر بينهم....آخر مرة قام بتعويضه إتفق معه على التمثيل
أمام العائلة بأنه أجبره على الزواج من سيلين لكن في الحقيقة تلك لم تكن سوي خطة سيف للحصول على حبيبته بأسهل طريقة..... بينما لم يكن صالح يهتم بأمر حفيدته و لا إبنته فهو بالفعل تبرأ منها منذ هروبها أي منذ عشرون سنة....غادر سيف نحو فيلته و قلبه يكاد يسبقه
فمنذ أربعة أيام و هو تقريبا لم يلتق بحبيبتهالصغيرة رغم أنها لم تكن تفارق مخيلته و لو للحظة واحدة....طوال الأربعة ايام الماضية امضاها في الشركة مع كلاوس و جاسر يرتبان تلك الأوراق
التي أعطاها لعميه منذ قليل....طوال الطريق جعل السائق يقف عدة مرات
ليشتري لها هدايا متنوعة... باقة ورود و صناديق شوكولاطة من نفس المحل الذي يشتري منه فريد لأروي و لجين....نزل من السيارة بلهفة حالما توقفت أمام
باب الفيلا ليهرع للداخل و من حسن
حظة أنه لم يجد أي شخص بالخارج حتى لا ينشغل به....رفع يده ليطرق باب الجناح قبل أن يرفع نفس اليد نحو رأسه ليفرك شعره و هو يكتم ضحكاته المتعحبة من نفسه....هل أصبح يطرق باب غرفته و زوجته بالداخل لو رآه أي أحد فحتما سوف يصبح أضحوكة الموسم.....فتح الباب سريعا يبحث عنها بعيناه ليجدهاتقف أمام الشرفة تترشف فنجانا من الشاي
الساخن ثم تضعه على سور الشرفة التي تتكئ عليه و هي تنظر أمامها مستمتعةبتلك المناظر الخضراء أمامها.....تنحنح بصوت مسموع قبل أن يتقدم نحوها ليقبل كتفها قبلة خفيفة قبل أن يهتف بلهفة وحشتيني جدا...إزيك....إلتفتت نحوه سيلين ترمقه بغرابة قبل أن تسأله إنت كنتي فين... أنا مش شفتك بقالي كثير .ضحك سيف قبل أن يجيبها يعني موحشتكيش...
طب حتى شوية صغنين قد كده إلتقطت فنجانها مرة أخرى و هي تقلب عينيها بضيق تتذكر حديث والدته طوال الأربعة ايام الماضية..
حرفيا لم تعد تفهم شيئا مما
يدور حولها فبعد آخر مرة أخبرها فيها
أنه يحبها إختفى بعدها أربعة أيام و لم
يظهر سوى الان و طوال مدة إختفائه
لم تدعها سميرة في حالها بل ظلت تردد
على مسامعها قد أجبر على
هذا الزواج و أنها لا يجب أن تغضب منه
لأنه تركها...بعد أن اعترف لها بحبه قررت داخلها أنها سوف تعطيه فرصة و انها سوف تبدأ معه حياة جديدة
فقد فكرت كثيرا لو انها عادت لألمانيا فماذا سوف تفعل هناك وحيدة و مسؤلة عن والدتها المړيضة بالإضافة إلى خسارتها لمنزلها....الحياة أعطتها فرصة ذهبية للعيش براحة و هي
طبعا لن ترفض...لكن مع إختفائه ذهبت جميع قراراتها ادراج الرياح و عادت من جديد لنقطة البداية......شعرت بلمسته على كتفها ليعيدها من شرودها
عندما قال ممم الظاهر إن في حد هنا زعلان منك ياسيف.... حيث كدا......تناول الفنجان من يدها ليضعه على السور ثم إنحنى وسط دهشتها ليحملها و يسير بها ناحية غرفة النوم....وضعها على السرير... ثم إرتمى بجانبها بعد أن خلع حذاءه....وضع رأسه فوق فخذيها و هو يغمغم بصوت متعب هو انا موحشتكيش فعلا .رفع عينيه ببراءة نحوها منتظرا جوابها
لتردد سيلين دون وعي منها و هي تحرك
رأسها ااه... وحشتيني إبتسم لها إبتسامة ساحرة جعلت قلبها
يتخبط داخلها لتبتسم له بدورها...مماجعله يسعد كثيرا لينتقل نحو المرحلة الثانية... بتاعنا بس طلعلي شغل فجأة و مقدرتش أؤجله...عندك حق تزعلي مني و انا مستعد لأي طلب تطلبيه مني بس
بشرط خليكي جنبي انا محتاجلك اوي...سيلين بحنية فهي فعلا أشفقت على حاله إحكيلي تعبانة من...من إيه استدار سيف ليصبح نائما على ظهره حتى يستطيع رؤية وجهها و هي يتنهد بتعب قائلا متشغليش بالك إنت...تعبان من الشغل كنت بخلص شوية حاجات كان من المفروض إنها تخلص من زمان بس خلاص دلوقتي
اقدر أرتاح و..... نروح شهر عسلنا...إرتبكت سيلين و حاولت