الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز

انت في الصفحة 3 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

أطردها....
قاطعه سيف بصوت حاد إبحث ثانية
قد تكون محتفظا بنسخة أخرى هنا أو هناك 
أسرع أريد عنوانها حالا....
ديفيد بصوت خاڤت أنا آسف حقا و لكننا 
لا نحتفظ بملفات جميع الموظفين عنا إلا بغد
مرور ستة أشهر من قبولها هنا....
هنا ثارت ثائرة سيف الذي ركل الكرسي من أمامه 
من شدة غضبه ليهتف من جديد إسأل جميع 
الموظفين هنا...قد يعلم أحدهم شيئا عنها....
اسرع ديفيد للخارج لينادي على جميع النادلات
و معهم ديمتري.... وقفوا جميعا في صف واحد 
بجانب بعضهم ليسالهم ديفيد عن سيلين....
ديمتري بصوت رقيق اوووه سيد ديفيد 
نحن لا نعلم عنها شيئا.. سوى إسمها سيلين 
الفرعونية ههههه....
ديفيد بحدة أصمت ديمتري...و إنت آنا
ألم تزوريها في منزلها من قبل...
آنا بنفيلا.... و لكن ليزا تعرف رقم هاتفها.....
ليزا بانكار هذا ليس صحيحا... انا لا اعرف 
أي شيئ عنها سوي إسمها..لقد طلبت منها زيارتها
ذات مرة في منزلها لكنها رفضت... سيد ديفيد
أنت تعلم سيلين غريبة الاطوار و ليست إجتماعية
إنها لا تتحدث سوى عن العمل... من سيصادق 
فتاة مملة مثلها....
أنهت كلامها بابتسامة لعوبة نحو سيف الذي 
تجاهلها ببرود قبل أن يشيح بنظره بعيدا عنها 
قبل أن يخرج من المكتب بعد أن يئس من إجابتهم
وصل لموكب السيارات ليستقل سيارته بجانب 
جاسر....
جاسر بتعجب من صمت صديقه مالك يا سيف
في إيه... حصلت حاجة جوا... قدرت تعرف مين 
البنت اللي بتدور عليها.....
سيف و هو يضغط على صدغيه بسبب 
إحساسه بالصداع معرفتش عنها حاجة 
غير إسمها... المسكينة إتطردت بسببي من 
شغلها.... ياعالم هي فين دلوقتي...انا مش قادر
أنسى خۏفها وقلقها لما كانت بتتأسفلي... كانت. خاېفة اوي و كأنها حاسة إنها حتتطرد عشان 
كده يمكن تجرأت و قالتلي على خطة أكسل 
و مارتن....على فكرة البنت مصرية......
توسعت عينا جاسر بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا 
عشان كده هي فهمت انا قلتلك إيه ساعتها... ملامح 
وشها أكدتلي إنها فهمتني بس مكنتش عارف ابدا 
إنها حتطلع مصرية... ياااه يعني كتلة الجمال اللي 
كانت جنبنا من ساعة... تطلع في الأخر مصرية انا لو كنت أعرف كنا خذناها معانا...إحنا اولاد بلد بردو و جدعان نسيبها تتبهدل في الغربة تؤ ميصحش 
بس هي باين عليها صغيرة جدا إيه اللي خلاها 
تشتغل هناك .
سيف و هو يريح رأسه على الكرسي يمكن
ظروفها صعبة و بعدين هنا في أوروبا عادي 
حتى لو كانوا ولاد اغنياء فهما بردو بيشتغلوا... 
بس سيلين....
صمت قليلا و كأنه يتذوق طعم
إسمها قبل أن يكمل طريقة كلامها و خۏفها 
بيدلوا على إنها مكانتش عاوزة تخسر شغلها.... 
هي أنقذتنا من مصېبة كانت حتحصل و نبهتني 
من الكلاب السعرانة اللي بتحوم حواليا اللي انا 
كنت غافل عنها و في المقابل انا أذيتها... تسببت 
إنها تتطرد بدل ما اكافئها... لو كنت واحدة ثانية
كانت راحت لاكسل و هددته إنها تفضحه لو 
ماإدهاش فلوس أو كانت إستنتني عشان تاخذ 
مكافئتها بس هي إختفت...
جاسر بحزن طيب دور عليها و أكيد حنلاقيها...
سيف بتأكيد طبعا حدور عليها و مش حرجع
مصر غير لما الاقيها...أغمض عينيه بتعب و هو 
يتذكر 
المنديل الورقي.... نظرات عينيها الخائڤة
تنظر لملابسه المتسخة بړعب...حتى انها لم 
تنظر لوجهه و لو مرة واحدة بينما هو لم
وجهها الأبيض المستدير بشكل طفولي يدل 
على إن عمرها لم يتجاوز العشرون...
عيناها اللتان كانتا تلتمعان بسبب دموعها 
المتجمعة داخلهما جعلتهما تبدوان كحبتي 
لؤلؤ حتى أنه إحتار في لونهما....
أما شعرها البرتقالي فهو حكاية أخرى تذكر
كيف أمسك نفسه و بصعوبة من أن يفك الرباط
الذي كان يأسره حتى يستمتع بجماله....
.. تنهد بندم للمرة العشرون ليته إهتم لها بدل 
إهتمامه بتلك الورقة اللعېنة....أين كان عقله 
عندما تركها لوحدها و سار مع ذلك الابله 
ديفيد كم تمنى في هذه اللحظة ان يعود و ېحطم
رأسه الغبي الذي تجرأ على طردها....
قبض على يديه بشدة حتى سمع طقطقة 
عظامه محاولا تهدأة نفسه لكن دون جدوى 
صړخ بعدها بصوت عال و هو يضرب ظهر
الكرسي الذي أمامه أوقف هذه السيارة اللعېنة
الان.....
صوت عجلات السيارة الذي إحتك بالأسفلت
تبعه توقف السيارات الأخرى التي تتبعه ليفتح 
سيف باب السيارة بقوة ثم خرج متوجها نحو 
الرصيف...
إستنشق الهواء عدة مرات قبل أن 
يضع يديه على السور الحديدي البارد.... أغمض 
عينيه لتختفي جميع الأصوات من حوله... 
ضوضاء الشارع و أصوات أبواق السيارات...حتى
صوت جاسر الذي كان يناديه إختفى هو الاخر 
لم يعد يسمع سوى صوتها الرقيق و كأنها تحدثه 
الان و تخبره انها غاضبة منه لأنه تركها و لم يهتم 
لها......
أفاق من تخيلاته على يد جاسر الذي كان يضرب 
كتفه بخفة حتى ينتبه له.. ازاح يده صارخا پعنف
في إيه يا جاسر... عاوز إيه...
جاسر پخوف و لا حاجة قلقت عليك بس...
سيف بحدة إرجع العربية و سيبني لوحدي 
عاوز أشم شوية هوا....
أومأ له جاسر بخفة قبل أن ينسحب عائدا للسيارة 
فهو أكثر من يعرف سيف عندما يغضب يتحول 
كأسد أعمى يؤذي أي شيئ تطاله يده.....
داخل المطعم كانت آنا و ليزا تبدلان ملابسهما
في حجرة الملابس إستعدادا للمغادرة بعد ان
إنتهى دوام عملهما.....
آنا و هي تلوك العلكة هاي ليزي لماذا لم 
تخبري ديفيد انك تمتلكين رقم هاتف سيلين 
لماذا انكرتي معرفتك بها....
ليزي بلؤم أنا بالفعل لا أعرف رقمها فهي 
قد غيرته منذ يومين.....
آنا و هي تنظر لها بخبثمممم لم أكن 
اعلم انك حقودة لهذه الدرجة أيتها الكاذبة 
الصغيرة....انت لاتريدين أن يعرف ذلك الوسيم 
عنوانها.....
ليزا بتلعثم ماذا تقصدين آنا..... عمن تتحدثين.
آنا و هي تقلب عيناها بملل اوووه عزيزتي 
ليزي كفاكي تمثيلا.... لا تقلقي لن أخبر أحدا 
فأنا أيضا لا أريده ان يعلم مكانها....و حينها 
ذلك المصري الوسيم سوف يصب جام غضبه 
على الأصلع ديفيد...
إبتلعت ليزي ريقها پخوف فهي فعلا أنكرت 
معرفة اي معلومة عن سيلين لغيرتها منها فهي
التي سعت ان يهتم بها سيف و يطلبها لكنه
في المقابل أعجب بسيلين.....
ليزي بعد طول صمت أنا لا يهمني ما سيفعله 
أنا لا أعلم شيئا عن تلك الفتاة و كفى.....
وصلت سيلين للمنزل بعد أن قضت بقية 
ساعات الدوام تتمشى في الشوارع بحثا 
عن عمل آخر و عندما دقت الساعة الخامسة 
إستقلت اول باص يؤدي إلى الحي الذي كانت 
تسكن فيه حتى لا تثير قلق والدتها.....
فتحت الباب بالمفتاح ثم دخلت لتجد والدتها
نائمة على الاريكة كعادتها تنتظرها كل يوم 
حتى تغفوا بسبب تأثير الأدوية التي كانت 
تتناولها....
رق قلبها على حال والدتها المړيضة فمنذ 
إن هجرها والدها منذ خمس سنوات بقيت
وحيدة كرست حياتها تربى طفلتها الوحيدة 
و عندما بلغت سيلين الثامنة عشر اي منذ 
سنة تقريبا لم تستطع مواصلة العمل في مصنع 
الخېانة بسبب مرض القلب الذي كانت تعاني 
منه لتختار سيلين عدم الذهاب للجامعة و فضلت 
البحث عن عمل تستطيع به إعالة والدتها....
حتى نجحت في إيجاد عمل في إحدى المقاهي 
القريبة لكن صاحبها إضطر بعد مدة لبيعها و السفر 
إلى بلد آخر لتجد سيلين نفسها بدون عمل و مال 
وجدت بعدها عملا في مطعم ديفيد لكن هاهي
الان فقدت مصدر رزقها بسبب ذلك المصري....
جذبت غطاء خفيفا تغطي به والدتها ثم 
تنهض من مكانها و تصعد لغرفتها حتى تغير 
ملابسها و تنزل للمطبخ لإعداد طعام العشاء.....
في مصر و تحديدا في مدينة القاهرة.....
في قصر كبير مساحته تفوق ملعبي كرة قدم 
يتكون من ستة طوابق و أكثر من مائة جناح 
و غرفة و تحيط به حديقة غناء تمتد على 
عشرات الكيلومترات... تحتوي على عدة 
انواع مختلفة من الأشجار و النباتات النادرة....
يعيش السيد صالح عزالدين و أبنائه و أحفاده
أيضا...بنى هذا
القصر منذ ثلاثون عاما بتصميم 
خاص حتى يضم جميع عائلته...رغم كبر سنه 
الذي فاق السبعون سنة إلا أنه مازال الآمر الناهي 
في القصر لا كلمة تعلو كلمته و لا سلطة تفوق 
سلطته.. الجميع تحت أمره و مهما قال ينفذون
حتى لو ضد إرادته و من يعصيه فلا مكان له 
في إمبراطوريته و هذا ما حصل مع إبنته هدى والدة سيلين .....
حكاية صالح و يارا
قبل 5 سنوات.....
كان صالح يجلس في حديقة القصر مع اولاد 
عمه كعادتهم يسهرون مساء كل جمعة و يتبادلون 
أطراف الحديث.... كان لايزال طالبا بالسنة الأخيرة 
في كلية الهندسة...
هشام بمزاحيا إبني إنطق بقى عليك الأمان 
سرك في بير يامعلم لا اما و لا سيف حننطق 
بكلمة.... ها يلا بقى متبوزش اللعبة....
إبتلع صالح ريقه بحرج و هو يفرك عنقه بتوتر 
قبل أن يهتف دفعة واحدة يارا... إسمها يارا....
قتعالت قهققات سيف و هشام على مظهره 
الخجول و وجهه المحمر و ينطق إسم 
حبيبته التي يعشقها منذ اول مرة رآها فيها 
في الجامعة...يارا عزمي فتاة اقل مايقال عنها 
فاتنة الجمال تبلغ من العمر تسعة عشر سنة تدرس
اول سنة هندسة نفس إختصاصه لكن هو 
كان في السنة الأخيرة..... ينتظر ذلك اليوم الذي 
في الزواج منها....
أعاده للواقع صوت سيف الذي كان يسأله بجدية 
طب و هي بتحبك
هز صالح رأسه بايجاب قبل أن يهمس أيوا.. 
طبعا.....
سيف و هو يربت على ساقه بدعم و انا حقف 
جنبك في كل اللي إنت عاوزه متخافش....
بادله صالح إبتسامة ممتنة تسلم يا سيف 
دا العشم بردو...أنا اصلي خاېف لجدو 
يرفض و إنت عارف بقى...
سيف متخافش... لو إنت عاوزها يبقى 
خلاص سيب الموضوع داه عليا... إنت بس 
شد حيلك و كمل السنة دي و ربنا يحلها من عنده...
هشام بسخرية مرحة ياريت يا سيف.... اصلي 
بحبها... بحبها.... اااه
ه من صالح ليئن پألم 
و يقف من مكانه صارخا إيدك ثقيلة 
ياعم إيه داه... الواحد ميعرفش يهزر معاك....
صالح بضيق هزر زي ما إنت عاوز إلا في الموضوع 
داه..... إنت فاهم....
هشام و هو يعود لمكانه فاهم ياعم فاهم....
خلينا نكمل اللعبة الزفت دي اللي باين 
عليها حتجيب أجلي..
بعد أربعة أيام......
في كلية الهندسة تجلس تلك الفتاة برنسيسة 
الجامعة كما يلقونها رغم أنها في سنتها الأولى
يارا عزمي إبنة المستشار ماجد عزمي أجمل 
فتاة في الكلية و أكثرهم غرورا و تكبرا مع 
صديقاتها رؤى و شيرين....
رؤىإلا قوليلي يا يويو إيه اخبارك إنت 
صالح....
ضحكت الفتيات بصخب بعد أن نطقت رؤي
إسمه الذي يعتبر قديما بالنسبة لهم...
لتضيف شيرين من بين قهقهاتها إسمه صالح.... داه إيه الاسم الغريب داه.
رؤى ايوا صح انا في واحد قريب مامي إسمه صالح... بس كان عمره فوق التسعين....الله يرحمه...
يارا بس بقى يا بنات...متنسوش إن داه 
الكراش بتاعي حاليا....
رؤى بسخرية لحد ماتخلصي السنة دي 
و تدوري على غيره طبعا...
يارا بغرور طبعا انا عاملة نفسي بحبه 
بس عشان خاطر يساعدني أنجح السنة دي 
و بعدها حرميه إنت فاكرة إني أنا يارا عزمي 
حرتبط بواحد إسمه صالح...يالهوي انا لو مامي 
سمعت حتقلب الدنيا فوق دماغي.... اااخ لو 
مكانش الاول بتاع الكلية انا مستحيل كنت ابص 
في وشه....
شيرين بلوم لا في دي ملكيش حق يا يويو 
داه زي القمر... طول و عرض و عضلات يا لهوي 
داه يجنن....
رؤى بتأكيد فعلت هو مز اوي احلى واحد 
في الجامعة بس لو يغير إسمه داه.... صالح.
لوت يارا شفتيها بعدم رضا قائلة مش بحبه 
أصله خنيق اوي و بيعمل كومنت على كل حاجة 
بعملها...لبسي.. ماكياجي..طريقة حياتي كل حاجة 
م
ش عاجباه فيا...هو حلو صح بس انا و هو منتفعش 
مع بعض داه دقة قديمة عايش زمن السبعينات 
بتاع الحب و الرومنسية و انا الجو داه مش 
بتاعي... انا عاوزة اكون حرة اعمل اللي انا عاوزاه 
في الوقت اللي انا عاوزاه... البس براحتي 
اخرج براحتي...من الاخر بحب اكون
فري... و صالح 
عكس كده خالص....
شيرين بخبث طب ماتصارحيه...
يارا بانفعال طبعا
لا....داه الأمل الوحيد ليا 
إني أنجح السنة

انت في الصفحة 3 من 95 صفحات