رواية ۏجع الهوي بقلم إيمي نور
تسأل ليله بدهشة
غريبة وهى هتعوز منى ايه دلوقت
ليله بهدوء وهى تطوى قطعة من الملابس بين يدها
قومى روحى شوفيها عوزاكى ليه وانا هكمل لحد ماتيجى
هزت شروق رأسها بالموافقة تنهض بأتجاه الباب مغادرة مع والدتها لتظل ليله تقوم بعملها
بجدية حتى شرد عقلها الى سبب سعادتها تتذكر رحلتها معه فى السيارة وحديثهم المرح معا ثم دخوله الى منزلهم بحضوره الطاغى جالسا لبعض من الوقت مع عمها وسعد كانت عينيها وقتها لا تفارقه تتابع كل حركة منه بشغف واهتمام حتى نهض مغاردا لتسرع معه حتى الباب الخارجى مودعة يخطف معه دقات قلبها حين انحنى فوق اذنها هامسا بها بشوق
ابتسمت فرحة بحديثه تحنى راسها بخجل ليزفر بقوة قائلا باحباط ظاهرى
طيب واضح انى مش هوحشك ..يبقى امشى بقى احسن
رفعت وجهها اليه تهتف بلهفة مؤكدة
لا طبعا هتوحشنى انا حتى عاوزة اليوم يعدى بيا بسرعة علشان ترجع ليا ونروح بيتنا
وانا مش هتأخر عليكى
اول ما تتصلى بيا هتلاقينى حالا ادامك حالا
وقفا يتبادلان النظرات يغيب عنهم العالم للحظات ثم غادر بعدها وخاطفا قلبها وعقلها معه
عادت الى وقتها الحالى متنهدة برقة تعاود الاهتمام بما فى يديها قبل ان تسمع صوت الباب يفتح لترفع رأسها مبتسمة ظنا انها شروق لكن اختفت بسمتها سريعا يحتل مكانها الخۏف والذعر حين رأت راغب يدلف الى الداخل يغلق الباب خلفه قائلا بعدها بخبث ودهاء
اتسعت بسمته بشراسة حتى ظهرت اسنانه وهو يكمل بغل وشماتة
ليله ....جارية جلال بيه اللى اتباعت ليه علشان الفلوس والارض
رالفصل الثالث عشر
تقدم منها بخطوات بطيئة ومازالت ابتسامته الذئبية مرتسمة على وجهه وهو يراها تنهض عن الفراش مراقبة تقدمه منها بعيون خائڤة مذعورة تبحث عن مخرج للهروب منه قائلة پذعر
تقدم راغب منها قائلا بسخرية
هطلع متقلقيش يا بنت عمى ...بس الاول عندى ليكى كلمتين عاوز اقولهم
وقف مواجها لها تماما وعينيه داخلهما تلك النظرة والتى مازالت ودائما اصابتها بالقشعريرة والنفور منه وهو يكمل بتمهل وانتصار
مش لازم تعرفى كل حاجة عن جوازة الهنا وعن جلال بيه اللى اتجوزتيه وعرضوكى ليه قصاد حتة ارض علشان يرضى يتجوزك
تقصد ايه ....مين ده اللى باعنى ....انت اكيد كداب
ارتفعت ضحكة راغب الساخرة ترج ارجاء الغرفة من قوتها قائلا بعدها لليله الواقفة بوجه شاحب وعيون تائهة وجلة
كداب طيب اسمعى يابنت عمى واشترى منى ولو مش مصدقانى بعدها تقدرى تسألى شروق ولا حتى امك واظن انهم استحالة هيكدبوا عليكى هما كمان
ابن الصاوى عمره ماشافك ولا حتى كان يعرف ان فيه واحدة اسمها ليله موجودة من الاساس ...ابن الصاوى لمادخل البيت ده اول مرة كان داخل علشان يشترى حتة ارض كانت ليهم عندنا من زمان بس جدك مرضاش يبعها الا بتمن تانى غير اللى عرضه ابن الصاوى عليه ... عرفتى هو ايه ولا تحبى اقولهولك...
تراجعت تجلس فوق الفراش بضعف وهمود عينيها متسعة بذهول وصدمة تشعر بكلماته تنزل فوقها كصاعقة ټضرب رأسها بلا رحمة ولا شفقة غافلة تماما عن اقترابه منها جالسا على عقبيه امامها قائلا وهو يطالعها بقسۏة يكمل بلا ادنى شفقة بها ولا بحالتها الماثلة امامه
التمن اللى جدك كان عاوزه من ابن الصاوى انتى ياليله وموافقته على جوازه بيكى ... يعنى جوازة قصاد الارض وطبعا جلال بيه مقلش لا ماهو مش خسران حاجة ..عروسة غنية وفوقيها ارض تسوى الملايين هتكتب باسمه من غير ما يدفع فيها مليم واحد
رفعت ناحيته عيون مټألمة تملأها دموع القهر وتهز رأسها رافضة كل كلمة قالها لينهض راغب واقفا وهو يقول بحزم وثقة
مش مصدقانى ليكى حق مانا راغب شرير الرواية اللى عاوزة يفرق بين البطلة والبطل وينهى قصة حبهم العظيمة ..علشان كده بقولك اسألى شروق ياليله واظن انها مش هتكدب عليكى هى كمان
تحرك ناحية الباب وقد انهى مهمته وتاركا الباقى من الاحداث بين يدها هى ويدرك جيدا انها لن تترك الامر يمر دون ان تعلم حقيقة كل ما اخبرها به
توقفت خطوات امام الباب للحظة بتردد ثم الټفت مرة اخرى اليها عينيه
تظهر فيها التعاطف لوهلة هو يرى حالة التية والضياع والتى اصابتها جراء كلماته قائلا بصوت مشفقا بصدق حين قال
سامحينى يا بنت عمى بس مقدرتش اسيبك عايشة على عماكى وانا عارف ان جوزك ممكن يستغل حالتك دى فى لحظة ويخليكى تكتبى الارض ليه وتبقى اتبعتى بالرخيص يابنت عمى
جلست مكانها كما هى كتمثال قد من حجر لا تظهر اى لمحة من المشاعر فوق صفحةوجهها الشاحب عينيها حائرة مذهولة ناهضة ببطء فوق قدميها التى اخذ ت تهتز تحت ثقلها قائلة بصوت مرتعش حائر
انا... عاوزة....انا ......هو...جلا...
ثم فجأة
و امام عينيه المصډومة هوت فوق الفراش مغشيا عليها استجابة لتوسل عقلها طلبا للرحمة من الالام التى هاجمته دون هوادة لا تدرى شيئ عن هتافه المړتعب باسمها
تملل فى مقعده ينظر الى ساعته ربما للمرة الخامسة التى ينظر اليها خلال الخمس دقائق الفائتة يتسأل بحنق عن سبب تأخرها بالاتصال به ..يتسأل بحنق وغيرة
هل اعجبتها الزيارة لتلك الدرجة لتنسى معها الاتصال به حتى يحضرها ..هل ستطول تلك الزيارة الى مالا نهاية
اخذ عقله يدور فى تلك الحلقة المفرغة من الاسئلة غافلا عن عمه وابتسامة المعرفة التى ظهرت فوق وجهه وهو يرى حال ابن اخيه منذ ذهاب زوجته الى منزل ذويها ..تتسع بسمته اكثر حين راه ينظر مرة اخرى الى ساعته زافرا بقوة ليحدثه صبرى بهدوء ومعرفة
روح هاتها ياجلال ...
رفع جلال وجهه اليه عاقدا حاجبيه بحيرة جعلت ابتسامة صبرى تتسع قائلا بمرح
اقصد ليله ..روح هاتها
الوقت اتأخر ولا هى هتبات هناك
هز جلال رأسه نافيا بقوة قائلا بحزم
لاا طبعا تبات ايه استحالة اسبيها تبعد عنى يو....
تنحنح قاطعا حديثه يكمل بعدها بحرج
احم ...اقصد يعنى تبعد عن البيت ويعنى...
ظهر الاحراج فوق وجهه لا يدرى كيف يصلح خطأه هذا واظهاره لهفته عليها ليقول بحدة وارتباك يتظاهر بالنظر فى الاوراق امامه
وبعدين خليها براحتها هى قالت هتبقى تتصل علشان اجيبها..خلينا فى شغلنا احسن
هز صبرى رأسه بتفهم ومازالت تلك الابتسامة تزين وجهه ياخذهم حديث العمل بعيدا للدقائق حتى عاود جلال النظر الى ساعته مرة اخرى عاقدا حاحبيه بضيق ليحدثه عمه سريعا فى محاولة لالهائه عن التفكير والقلق
مقولتليش هنعمل ايه فى موضوع ارض المغاربة وفى اللى عمله راغب
جلال بلامبالاة وهو يتراجع فى مقعده للخلف
ولا حاجة ..سيبه يعمل اللى يعمله وبصراحة موضوع الارض ده مبقاش يهمنى
اتسعت عينى صبرى هاتفا بذهول
يعنى مش هتكلم ليله على موضوع الارض تانى
تقدم جلال من مكتبه مستندا فوقه بمرفقيه قائلا بجدية وحزم
لاا مش هتكلم معاها تانى فيه حتى ولو رجعت افتكرت كل حاجة انا خلاص ياعمى مش عاوزها الارض دى
صبرى بحيرة وذهول
بس يابنى دانت كنت هتتجنن عليها الارض دى بذات ...طب جدتك هتقولها ايه وهى قايمة نايمة تحلم بالارض ورجوع هيبة العيلة بيها
رقت ملامح جلال عند ذكره لجدتك ليقول بهدوء وحنان
انا هتكلم معاها وافهمها ان هيبة عيلة الصاوى مش بالارض دى بذات وبعدين احنا نملك نص اراضى البلد مجتش على دى بذات
رجعت الابتسامة تزين وجه صبرى يسأل بمرح
مش هخبى عليك ياعمى بصراحة اه عاوز ابدء معاها صفحة جديدة مش عاوز اى حاجة تقف بينى وبينها من تانى حتى ولو ارض جدودى
نهض صبرى من مقعده هو الاخر متقدما نحوه يربت فوق كتفه قائلا بحنان صادق
ربنا يهنيك يابنى انت تستاهل كل خير ومحدش فينا ممكن يقف ادام سعادتك وان كان على جدتك اناهكلمها
هز جلال راسه برفض قائلا
لا سيبلى انا الجدة انا هقدر اكلم معاها وافهمها
صبرى بتفهم وابتسامة فرحة
اللى تشوفه يابنى وهى ما هتصدق وهتفرح اوى لما تشوف فى عنيك اللى انا شايفه دلوقت
ابتسم جلال هو الاخر بحرج وهو يتحرك مسرعا ناحية مكتبه مرة اخرى قائلا بارتباك
طيب مش نشوف شغلنا بقى علشان نلحق نخلصه قبل ما اروح اجيب ليله
اومأ صبرى برأسه موافقا جالسا مرة اخرى فوق مقعده يمضى بيهم الوقت فى متابعة الاعمال كانت تتخلله نظرات جلال الخلسة الى ساعته بين دقيقة واخرى
ليله ....ليله ..فوقى ليله
تخلل هذ الصوت الذكورى غيمتها السوداء مبدد اياها رويدا رويدا مع كل نداء منه عليها حتى تلاشت تماما
انتى ايه مبتحسيش لسه بتناديه حتى بعد كله اللى عرفتي عنه وقلته ليكى...عاوزة ايه بعد كل
ابعد عنى ياراغب ..ابعد عنى وفوق لنفسك
راغب وهو يزداد اقترابا منها حتى كاد
انا سمعت الكلام وبعدت كتير بس خلاص انا لقاټل لمقتول هنا ..
ثم..
ابعد عنى انت اټجننت ...ابعد عنى يا حيوان
رفع راغب وجهه نحوها عيونه مشټعلة ووجهه محتقن بالډماء صارخا بها
عند حق حيوان علشان سبتك لغيرى ...سبيتك لجدك يبيعك لابن الصاوى علشان يبعدك عنى وقفت اتفرج وساكت بس استحالة بعد
كده هسكت ..انت ليا وبتاعتى براضكى ڠصب عنك بتاعتى
تفتكرى لما هاخدك ويحصل اللى عاوزه ابن الصاوى هيخليكى حتى ولو لثانية على ذمته ... لا مش كده ... هيرميكى بعدها زى الژبالة ..وساعتها هترجعيلى تترجيني علشان اخليكى ولو يوم على ذمتى علشان تدارى عاړك
كانت اثناء
حديثه تحاول التملص منها تدفعه بكل قواها تحاول رفعه عنها دون جدوى من شدة ثقله عليها
علشان خاطرى يا راغب سبنى..علشان خاطر ابويا وجدى ... افتكر انى عرضك قبل ما اكون عرضه هو
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهه ينظر اليها بعيون حاقدة تمتلأ بالغل
بتترجينى دلوقت ... فكرانى هحن زى العبيط لكلمتين فاضين زى دول وشوية الدموع اللى فى عنيكى الحلوة دى ....
لاا دى فرصة وجات لحد عندى واستحالة هضيعها من ايدى
تمر بها اللحظات ثقيلة وهى بين يدى هذا الۏحش والذى اخذ يستبيح حرمة تنفذ منها قوتها شيئا فشيئا حتى تسرب اليأس اليها من ان يتم انقاذها من بن براثنه تغمض عينيها تحاول الهروب من تلك الدوامة السوداء
التى احاطتها لا ترغب فى السقوط داخلها حتى ټقاومه لاخر رمق غير منتبة لصوت فتح الباب وصړاخ شروق الذى وصل لعڼان السماء حتى وصل لجميع ساكنى المنزل
وفجأة شعرت بثقله ينزاح من فوقها وتعالى اصوات صړاخ عالية مھددة بوعيد وټحطم لاشياء بدوى عالى
لكنها كانت فى عالم اخر سقطت بداخله ولا قدرة لديها على