تابع وريقة الحناء التي ماتت أمها فتزوج بعدها امرأة
توجهت وريقة الحناء إلى المكان الذي أشارت إليه العجوز وتجنبت الاغتسال في البركة الأولى التي أخذت تغمز لها وقفزت بملابسها إلى البركة الثانية التي وجدتها راكدة واغتسلت بمائها
وعندما خرجت منها وجدت نفسها مغطـاة بالذهـب والجواهر المتدلية على كل قطعة من جسمها ولم تعد تقوى على السير إلا بصعوبة لثقل الحمل الملتصق على ملابسها فآخذت تواصل سيرها نحو البيت والأغنام تسير أمامها ببطء حتى اقتربت من البيت فاخذ تنادي على أباها بصوت مرتفع:
ـ يا أباه.. يا أباه
اطل الأب من الشباك لسماعه مناداتها وتبعته زوجته وأخذ يسألها عن سبب مناداتها له.
فأجابته قائلة:لا قني بالجمل والجمال والمشتري والحمال
لم يتبين الأب طلبها لضعف سمعه فألتفت إلى زوجته يستفسرها عن طلبها
فردت عليه: تقول لك لا قني بالمقص والشريم والمودمه والصميل.
إلا أن الرجل عاود الإصغاء إلى نداء ابنته مرة أخرى فوجدها تقول له:لا قني بالجمل والجمال والمشتري والحمال
ورأى ما تحمل أبنته من كنوز معلقة على ثيابها فترك زوجته وذهب من فوره للبحث عن من سيشتري ومن سيحمل ما تحمله وريقة الحناء من ثروة والسرور يغمره وهو يرى الأغنام ممتلئة البطـون.
وفي اليوم التالي وبينما كانت كرام تتأهب للعودة إلى المنزل طلبت منها العجوز أن تذهب إلى حيث موقع البرك الثلاثة قائلة لها وهي تشير بإصبعها إلى المكان الذي تقع عنده الأكمة:
أذهبي إلى خلف تلك الأكمة وستجدين ثلاث برك ماء الأولى منها سوف تشير لك بأن تغتسلي فيها فاقفزي من فورك إلى وسطها واغتسلي بمائها.
توجهت كرام إلى حيث أشارت لها العجوز وقفزت بملابسها إلى وسط البركة الأولى فور رؤية إشارتها.
وعندما خرجت منها وجدت نفسها مثقلة بالعقارب والحيات والأفاعي التي تطوي جسمها ولم تقوى على التخلص منها.
فأخذت تجرجر خطاها نحو البيت والخوف يملأ نفسها فيما الأغنام كانت تسير أمامها خاوية البطون وعندما اقتربت من أمام المنزل أخذت تنادي زوج أمها قائلة
واعماه.. واعماه
أطل الرجل وزوجته من الشباك مستفسرين عن سر مناداتها له فسمعها تقول له:لا قني بالمقص والشريم والمودمه والصميل.
وعندما لم يتبين له صوتها بوضوح سأل زوجته عن طلبها فردت عليه قائلة:
تقول لك كرام لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال
إلا أن الرجل عاود الإصغاء إلى نداء كرام مرة أخرى فتيقن من قولها له ( لا قني بالمقص والشريم.. والمودمه والصميل )
فأسرع من فوره لتناول المقص والشريم والمودمه والصميل الذي أخذ يجز بها الأفاعي والحيات ويضربها بالصميل لقتلها وتخليص كرام من خناقها. ليقف بعدها مشدوهًا وهو يرى الأغنام جائعة وقد التصقت بطونها بظهورها من شدة الجوع. فيحار من ذلك الأمر الذي لم يجد له تفسيرًا.