رواية بقلم داليا الكومى
فتحت عيونها وقلبها كما اخبرها من قبل انها لا تفعل لكن للاسف بعد فوات الاوان
الليالي القليلة التى كان يقضيها في المنزل كانت تسهر فيها وراء باب الحمام تستمع الي صوت المياة وهى تجري في المواسيرفتعلمها انه بالقرب منها فقط يفصل بينهم باب صورته وقميص مستعمل له يحمل رائحته اخذته سرا من غرفة الملابس اخفتهم في مكان سري
كانت تعلمهم بمكان تواجدها لكن اخر ما كانت تريده هو ان تتجول بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبته كان ادهم وحده تتبعت ممر حجري حتى نهايته رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبه بالتوابل
في نهاية الممرلاحظت وجود درجات سلمية بسيطة تؤدى الي جلسة خشبية محاطة بالنباتات وفي داخلها ارجوحة كبيرة صعدت السلالم بفرح وجلست علي الارجوحة سعيدة باكتشافها لذلك المكان الرائع المكان كان اشبة بكشك للشاي
لاحظت ايضا وجود علبة من السچائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمسته بلطف فعرفت من حرارته انه مازال ساخنا وينتظر صاحبه ليقوم بشربه
كان واضحا من اسلوب كلامه انه غاضب فهو كان ېعنف احدهم
بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعه موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا
اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه بالفعل ادهم مميز رجولتة طاغية جاذبيته مدمرة وفوق ذلك
هو مثقف قوى
مسيطروكريم لاقصى درجة رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخري في حياتها القادمة رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله هى ايضا تحب القراءة والموسيقى
تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعا والجوع أسبوعين بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة لأنها أسوأ أنواع العڈاب
والألم هاهي ستعود لوحدتها قريبا ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا
جففت دموعها بسرعه وتركت الكتاب مكانه حينما شعرت بعودته ادهم تفاجأ تماما عندما وجدها تجلس في صومعته الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعندما اطمئن ان احدهم كان يراقبها من بعيد اعاد انظاره اليها ادهم تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيته لادهم يجلس بجوارها هبه تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدمته له وهى تقول بدلع قهوتك بردت
ادهم مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شديد هبه احست بفرح غامر من حركته التلقائيه ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سېجارة مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سېجارة دلوقتى هبه هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة انا معرفش انك بدخن ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة