رواية بقلم نور مهنى
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
1
خرج الطبيب من العمليات بعد عدة ساعات طويلة وكانت الفترة مرت ببطء على الأهل وهما فى حالة الذعر الشديدة خوفا عليها يصيبها مكرور من الحاډث الشنيع كان والدها يحدق إلى الفراغ بالصمت رغم عقله وقلبه يدعوا إلى الله ان يحمى ابنته زهرة حياته كان صوت قهقهاتها يملأ المنزل البهجة والسرور هى مثل الورد التى لها روح والوان الزاهية وكان يتذكر طفولتها حينها ذات 10 أعوام كان عاد من العمل يجدها جالسة على الأرضية وتضع يدها تحت وجنتها بحزن وتنظر إلى السجاد وتأخذ دميمتها إلى أحضانها ومضي عدة خطوات ببطء رأي زهرة حياته واتألم بشدة على حزنها وانحنى إلى مستواها وقال
ارفعت عينياها ثم انزلتهم ودارت وجهها إلى جهة الأخرى ولم تجيب عليه
ادرك ما سبب حزن ابنته وهتف بأسف
أسف ياحبيبت بابا بكرة هجبلك طرحة كبيرة اووى بس عايزة لونها ايه
قامت من جلستها وعنقت والدها وقبلت على وجنته بحب وبسعادة
بحبك اووى يابابا عايزاها لون ابيض
سأل بفضول
مرت اصابعها صغير على لحيته واردفت بابتسامة عذبة
عشان هلبسها يابابا
شعر الأب بالفخر من ابنته التى تفكر فى أساسيات الدين فى ذلك السن وقائل
حاضر هجبلك كتير طرح وكمان هحفظك القرآن
فاق من شروده على الطبيب التى خرج من بضع ثوانى ويبدو عليه يحمل عبء من الحزن وعدم إنجازه فى العملية ولاحظ ذلك الأب شعر بغزه فى صدره خوفا من فقدان ابنته التى تحمل اسمه فقط لم يوهب الله له من أبناء سواها و اكتفى بها وقال بتوتر
أجاب عليه الطبيب بجدية
رضوان بيه انت مؤمن بالله فلازم تقبل أمر الواقع الحدثة أثرت جامد على الآنسة مريم فعملت مشكلة معاها فى العمود الفقري سببت ليها شلل ونسبة العلاج فيها 33
ألقى رضوان بإهمال نفسه على المقعد من هذا الخبر كيف ابنته تتحمل هذا وهى صغيرة السن وارتفعت صوت بكاء وصياح ليليا بعد معرفة بما أصاب ابنتها وظلت تدعو إلى الله ان يفرج كربها ويحفظها من كل سوء
بابا مالك انت كنت زى الفل فى الصبح ايه اللى حصلك
عقد جايبيه شامخ أول مرة يسمع منه كلمة مصېبة لان محمد معروف بشخص صارم كتوم حاد الذكاء ولذلك شامخ ورث هذه الصفات ويرى بحالة الضعف واستنتج شامخ انه شئ حدث يصعب عليه الصلح وسأل لكى ېقتل أفكار عديدة التى امتلأت عقله حين لاحظ ذلك الوضع
مصېبة ايه بس يابابا بس تعالى اقعد كده وهجبلك حاجه تشربها وتهدأ كده
مالك فى ايه يابابا
انا متعود كل يوم اصحى على صوت مريم فى التليفون النهاردة صحيت لقيت الفون مافيهوش ولا مكالمة من مريم استنت ساعتين برضه مافيش اتصال منها فرنت على رضوان اخويا وقالى مريم خلاص ضاعت عملت حدثة وسبب ليها مشكلة هو شلل يعنى هتعيش على كرسي متحرك
انزل مصر وشوفها وانت اكيد مش هترتاح إلا لما تشوفها وخلاص يابابا تقبلوا بالأمر دا
ڠضب محمد من ابنه عديم الرحمة الإحساس
لسه لحد دلوقتى پتكرها انا مش عارف هى عملت معاك ايه ياابنى على أقل أشفق عليها بقولك مش هتمشي على رجلها تانى
بابا هنقعد نحكى كتير على ست مريم ونعطل شغلنا عشانها وبصراحة تتساهل على حصلها
ليه كده ابنى هى ليه فى عز شبابها 23سنة وتحصلها أزمة زى دى حرام تشمت فى حد
غادر محمد المكتب فى حالة الڠضب من ابنه بينما قام شامخ من معقده سمع صوت رنين هاتفه يجد صاحبة الاتصال عليا ابتسم ابتسامة ورد عليها
قلبى عاملة ايه
ضحكت عليا على حديثه
بس بقي ياشامخ انتى دايما بتكسفنى بكلام دا
بتكسفي منى يابيضة يابت انا خطيبك وكلها شهرين هتكونى حرم شامخ محمد الكنز
مش مصدقة كلها شهرين و هنتجوز بس انت سمعت ياللى حصل لمريم
يخربيت الفصيلان بتاعك دا هو فى ايه النهاردة هو اليوم العالمى لمريم ولا ايه اقفلي يا عليا بدل ما اتعصب عليكى
أغلق هاتفه وزفر بضيق ثم عادته إلى عمله فى المستندات مرة أخرى
فى المشفى
فاقت مريم بعد عدة ليالي من الحاډث المشئوم فتحت جفون عينياها ببطء شديد واغلقتهم ثم افتحتهم مرة أخرى تجد والدتها جالسة على المقعد ولاحظت أنفها لون أحمر وعيونها منتفخة من كثرة البكاء ابتسمت لها لتأمنها انها بخير وعينياها تدور فى أرجاء الغرفة بحثا