الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الشيطان شاهين رواية جديدة بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 48 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز


كأنها ترتديه مردفة بتذمر الفستان داه يساوي ثروة داه غير العقد الألماس اللي معاه انا مش متعودة البس حاجات غالية و خاېفة يضيع مني 
رمقتها نور بتعجب قبل أن تتحدث قائلة انت حتبقي حرم عمر الشناوى فلازم تتعودي على حياتك الجديدة من دلوقتي كل حاجة حتتغير لبسك أكلك حتى مشيتك على فكرة انت كمان يا كاميليا لازم تتغيري 

رمقتها كاميليا بحنق و هي تجيبها و على إيه كل داه يعني لازم انسى اصلي عشان أعجب لا يا أختي أنا كده و مش حغير حاجة من نفسي 
حركت نور شفتيها بتقزز قبل أن تتكلم بنبرة مستهزءة إنت بالذات يا كامي لازم تغيري أسلوب كلامك البلدي داه انت حتبقي أحدى سيدات المجتمع الراقي يعني ماينفعش تقولي يا اختي و الكلام الغريب بتاعك داه إترقي شوية يا حبيبتي و الا صدقيني حتبقي مسخرة الكل حينبهر بشكلك الحلو و جمالك الملفت بس انا متأكدة ان انهم حينصدموا لما يسمعوا طريقة كلامك اللي شبه نسوان الحارة 
أمسكت كاميليا بوسادتها ثم رمتها على أختها التي كانت تتحدث و تلقي تعليماتها على الفتاتين بكل تكبر و غرور قائلة بتشمت عندما صړخت الأخرى پألم هيه تستاهلي عشان تحرمي تنكري في اصلك يا بنت سعيد بقى علشان مسكتي في إيدك عشر الاف جنيه بقيتي تتكلمي زي نازك الصلحدار مين اللي بقالها أسبوع مراحتش المدرسة علشان الجزمة الوحيدة اللي عندها متقطعة و عاوزة واحدة جديدة 
تأففت نور بغيظ من أختها قائلة الحمد لله أيام الفقر راحت و انا اشتريت بدل الجزمة عشرة و جبت هدوم ثانية كثير و عقبال ماننتقل من الحارة الفقر دي على شقتنا الجديدة و انت
تسطفلي انشاء الله عنك ما نظفتي وش فقر بصحيح فخورة بأصلك على إيه فهميني يكونش بابا تركي و انا مش عارفة ياشيخة إتنيلي 
صړخت كاميليا لتقاطع تذمرها هبة خوذي البنت دي من قدامي قبل ماأرميها من الشباك و أريح البشرية منها 
لم تهتم نور بكلام أختها كثيرا و هي تسير متجهة نحو باب الغرفة قائلة بتحدي انا نازلة انادي واحد من القاردز عشان ياخذ الشنط اللي برا و لو انك متستاهليش 
ابتسمت كاميليا على أختها الصغيرة التي لم تخفي فرحتها بالحياة الجديدة التي قدمها لهم شاهين الألفي و لم تكن تعلم شيئا على الاتفاق او الصفقة التي عقدها مع كاميليا مقابل الزواج منه مصدقة كلام أختها التي أخبرتهم بوقوعها في حبه سريعا و انه هو أيضا يبادلها نفس الشعور فهي دائما ما كانت متأكدة ان أختها قادرة على الحصول على زوج مثالي بسبب جمالها الفتاك رغم هيئتها البسيطة و ملابسها القديمة التي ترتديها دائما 
ألقت نظرة أخيرة على غرفتها الصغيرة التي كانت ممتلئة منذ يومين بالاكياس و الحقائب لتجدها عادت كما كانت بعد أن رتبتها هي و
هبة التي اظطرت المبيت معها منذ ثلاثة أيام عندما أخبرتها عن أمر زواجها 
تابعت صديقتها و هي تضع الفستان في الكيس بحرص قبل أن تضعه في خزانة كاميليا الفارغة بعد أن عمدت نور قالتها هبة بمزاج و لم تدري انها بذلك زادت من مخاۏف كاميليا التي شحب وجهها فجأة و بدأت دقات قلبها بالتسارع دليلا على قلقها الشديد 
إكتفت بالايماء برأسها قبل أن تتمدد على سريرها الصغير و تضم ركبتيها إلى صدرها بحماية و هي تقول بصوت هامسهبة لو سمحتي انا عاوزة أنام شوية متخليش حد يصحيني 
رمقتها هبة بنظرات مشفقة قبل أن تضع فوقها غطاء خفيفا و هي تجيبها طيب نامي شوية و انا حخرج برة مع نور و طنط لو عزتي حاجة إندهيلي 
أغمضت كاميليا عينيها بإرهاق فهي تقريبا لم تنم جيدا منذ أيام بسبب تفكيرها المتواصل في حياتها الجديدة لم تكن تعلم هل ان قبولها للزواج منه كان أمرا صائبا اما أنه تذكرة مجانية للدخول إلى حجيم شاهين الألفي لكن هو حتى لم يترك لها خسارت هو فقد أمرها و هددها بعائلتها التي لم تكن لترضى ان يمسهم أحد بسوء لطالما تساءلت لماذا يلقبه الناس بالشيطان حتى إكتشفت ذلك بنفسها و للأسف بعد فوات الأوان 
يوم جديد شمس جديدة أشرقت على جميلتنا النائمة التي تململت في فراشها الصغير بانزعاج من الأصوات الصاخبة التي تتعالى حولها دون توقف نفخت وجنتيها بضيق قبل أن تفتح عينيها الزرقاوتين و تتجول أنظارها بالغرفة 
وقع بصرها على هبة و نور اللتان كأننا ټتشاجران و كأنهما الوحيدة في الغرفة غير مباليتين بوجودها 
تثاءبت كاميليا بكسل و هي تقاوم رغبة عارمة في العودة إلى النوم و التخلص من كل الالتزامات التي تنتظرها 
انتبهت لها نور لتهرع قافزة بجانبها على السرير و هي تهزها بلطف قائلةو أخيرا صحيتي الساعة بقت تسعة و صاحبتك مكانتش عاوزاني أصحيكي 
ڼهرتها هبة قائلة بتوبيخ انا
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 130 صفحات