اطلع برة يا فاشل مش عايز أشوف وشك هنا تانى
ضر'به عمر بمزاح على كتفه: يا رجل عيب عليك الكلام ده وبعدين طنط إيه دي أمك زي ما هى أمي بالضبط وهى يا عم مش مضايقة ولا تعبانة هى مبسوطة جدا أنك جاي.
نظر حازم بحزن للاسفل يتذكر والده وماحدث قبل ساعات قليلة وكيف الآن هو انفصل عن والدته وإخوته الذي يحبهم كثيرا، امتلأ بالغضپ هم لم يدافعوا عنه، لم يقفوا أمام والده لحظة هو لم يهمهم لذلك لن يفكر بهم بعد الآن!
قال له عمر فجأة: خطيبتك عرفت أنك سيبت الشغل يا حازم؟
تذكر حازم أنه لم يتحدث مع خطيبته اليوم مطلقا وقال بهدوء: لا هتصل عليها الصبح علشان نتقابل وأقولها.
بعد أن أتصل بخطيبته آية اليوم التالي يطلب أن يقابلها لأمر مهم،وافقت بإستغراب وأحست أن هناك شيئا ما.
كانت آية فتاة جميلة في الثالثة والعشرين من عمرها، مخطوبة لحازم من شهرين وقد أحبها حازم بعد أن قابلها لأول مرة منذ سنة حين كان ينهي عملا لوالدها في مكتبه.
جلست أمامه آية فى المقهى الذي اختارت أن يتقابلوا فيه.
كان حازم متوتر للغاية فكيف يخبرها أنه أصبح بدون عمل؟
قال حازم بنبرة هادئة رغم توتره: آية أنا قدمت استقالتي أمبارح وسيبت شغل الهندسة ومش هرجع أشتغل فيه تاني.
حدقت إليه آية بصد@مة كبيرة ونطقت بصوت عالي: ايه!
نظر حازم حوله بإنزعاج فقد جذب صوت آية العالي الأنظار لهم، نظر لآية ثم قال : اه يا آية وأنتِ عارفة أنه قولتلك مرة أني مش مرتاح في شغلي.
قالت آية باعتراض: ايوا بس ده كان مرة واحدة وأنا فكرت أنه مش حاجة مهمة ومش على بالك لدرجة أنك تسيب شغلك كمهندس! أنت مدرك أنت عملت إيه يا حازم؟
إحنا إزاي دلوقتي هنتجوز بعد ما سيبت شغلك؟
أخذ حازم نفسا عميقا وقال: أولا يا آية ممكن تسمعيني؟
أنا مكنتش مرتاح في الشغل ده يا آية مكنتش قادر أكمل بالشكل ده وأنا عارف أنه ده مش مكاني مقدرتش!
ظهر الملل عليها وردت بإستنكار: إزاي بس مكنش مكانك ده أنت كنت مهندس ودي أي شاب يحلم بيها.
حازم بنفاذ صبر: مش كل الناس بتحلم تبقى مهندسين يا آية، أحلامنا مش زي بعض وعلشان كدة أنا كان لازم اسيب الشغل لأنه ده مش حلمي، مش مناسبني!
نظر لها وأكمل بنبرة رجاء: لو سمحتِ ثقي فيا وثقي أني أقدر أحقق أحلامي أنا مش عايز منك غير كدة وأنا هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أحقق كل أحلامك عن الجواز و الشقة زين حكيتِ لي بالضبط، أنا في بالي مشروع لو قدرت أعمله أنا واثق أنه هينجح وهيبقى بدايتي الحقيقية.
قالت بإعتراض: ولما بابا يسألني هقوله إيه ؟
أبتسم لها: قولي له بس أني بثق في حازم وبثق في قراراته مش أكتر.
هزت رأسها بعدم اقتناع ثم بعد قليل غادرت.
مرت الأيام وحازم يحاول أن يجد عمله يناسبه بدون فائدة، كان يدور بباله المشروع الذي حلم بها منذ ثانويته العامة ولكن كتم كل ذلك في نفسه محققا حلم والده، الآن يحتاج المال ليحقق ذلك الحلم ولذلك عليه أن يسعى ويجد عمل أولا.
كان العمل الذي وجده هو حمال في موقع بناء نظرا لأنه تخلى عن شهادته الهندسية، قبل به ميقنا أنه سيساعده كبداية لچني المال.
كان يتعب كثيرا حيث يعمل أكثر من اثني عشر ساعة ثم يعود إلي بيت عمر ويصعد إلي شقته التي كانت غير مؤثثة أو مفروشة ولكنها كانت مناسبة لظروف حازم الحالية فيأكل ويؤدي صلاته وينام ليرتاح قليلا، كان محادثاته مع خطيبته قليلة والتي يغلب عليها الجفاء من آية وهو قد أعطاها عذرها أنها قلقة بشأن مستقبلها.
كان ذاهب إلي بيتها ليزورها في بيتها في زيارته الشهرية لها، ولكنها طلبت منه أن يتقابلا خارجا ورغم استغرابه وافق
حين جلس أمام آية كانت صامتة تماما هذا ما استغربه لأنها ڈم ..ة تحب التحدث والثرثرة حتى لو كانت في مواضيع لا تهمه.
انتظر أن تتحدث حين بدون أي كلمة خلعت آية دبلتها ووضعتها أمامه على الطاولة
رواية اختيار حازم الفصل الثالث
آية بصوت بارد: أنا آسفة يا حازم مش هقدر أكمل معاك،
أنت مستقبلك مبقاش مضمون وأنا فكرت كتير قبل ما أخد القرار ده ولقيته أحسن حل.
نظر حازم للدبلة بصد@مة ثم لآية: ليه ؟
عقدت حاجبيها بإستغراب: قولتلك ليه! لأنه أنا مش هأمن على نفسي معاك، ودلوقتي أنت سيبت مكانتك ووظيفتك وبقيت من مهندس لمجرد عامل يومي، تقدر تفهمني هنقدر نتجوز امتى؟ إزاي هتوفر احتياجاتنا ؟ أنا مش ضدك لكن بردو لازم أخاف على نفسي.
ازدرد ريقه بصعوبة وقال بصوت خافت: تمام يا آية ربنا يوفقك.
مدت له الصندوق الصغير الذي يحتوي علي بقية الشبكة ونهضت بعيدا.
بقى حازم ينظر إلى الدبلة التي أمامه بحزن كبير لوقت طويل، لقد تخلت عنه آية في أكثر الأوقات التي يحتاجها فيها، ولكن هل له أن يلومها؟
بالتأكيد لا، لأنها قلقت على مستقبلها وهو دون مستقبل واضح في هذه اللحظة، لكنه أراد بشدة أن تثق به وإن تدعمه ولو قليلا كان مستعدا للعمل ليلا نهارا لأجلها.
في النهاية أخذ الدبلة وبقية الأشياء عن الطاولة ونهض مغادرا إلى بيت عمر.
كان يصعد السلم بهدوء حين رأى قطة تنام فى انحناءة السُلم، نظر لها بهدوء وتذكر حين أتى أول مرة لهنا والحاډثة التي اعتبرها خيالا، ربما كانت حقيقية بعد كل شئ!