رواية جميلتى...يا بنتي بطلي أكل بقا حرام عليكِ
اختبأت بسرعة قبل أن يراها أما هو أصدر صوتا متألما قبل أن ينظر خلفه بذهول ويهتف: إيه ده؟ مين السئيل اللي رمى عليا الطوبة؟
كتمت ضحكتها وهى تضع يدها على فمها، رفعت رأسها ببطء فوجدت وجهه عابس، هز رأسه قبل أن يستدير ليصعد مجددا فقامت بسرعة برمى حجر آخر خلف رأسه.
صـ،ـرخ بصوت عالي وهو يضع يده خلف رأسه ويتلفت حوله بج،ـنون بحثا عن من يرميه بهذه الحجارة.
قال بغي،ـظ: والله لو مسكتك ياللي بترمي لأعلقك.
عض-ت شف-تيها في محاولة لكتم ضحكتها حتى لا تكشفها، رفعت رأسها ببطء حين رأته ينظر لأعلى ناحية بيتها أنزلت رأسها بسرعة ووجها أحمر وقلبها ينبض بسرعة، خافت أن يكون أكتشف أنها من فعلت هذا لذلك عادت لغرفتها وهى تحبو على يديها وقدميها حتى لا تصدر صوتا يلفت انتباهه.
حين عادت لغرفتها جلست على السرير وهى تطلق زفرة ارتياح وضحكت حين تذكرت مظهره، ربما يكون إنتصار تافهة ولكنه أرضاها، تتمنى فقد ألا يكتشف أنها من فعلت هذا، تمددت على سريرها حتى تنال القليل من الراحة قبل أن تستيقظ مجددا لتتابع ليلتها.
اليوم التالي وقبل ميعاد الإفطار بقليل طلبت منها والدتها الذهاب لإحضار بعض الأغراض للمنزل، حين كانت تهبط على السُلم ووصلت للدرجة الأخير، ظهر فجأة من العدم شخص أمامها.
شهقت بقوة واتسعت عيونها من المفاجأة ثم وضعت يدها على قلبها من الخضة.
ضحك قاسم بخفة وقال بإستغراب مصطنع: إيه ده أنتِ اتخضيتِ؟
عقدت حاجبيها بغي،ـظ ونظرت له بإزدراء ثم هتفت بغض.ب: أنت إيه يا بتاع أنت اللي عملته ده! إزاي تطلع قدامي كدة وتخضني؟
اتسعت عيونه ببراءة مزيفة: بس أنا مكنتش أعرف يا جميلة أنك هتتخضي مني هو أنا كنت عفريـ،ـت يعني!
زفرت بحنق ثم قالت بنفاذ صبر: وأنت جاي قدامي ليه أن شاء الله؟
وضع يده على السلم وقال بنبرة ظريفة قاصدا إستفزازها: بقيتي عـ،صبية الأيام دي خدي بالك ده حتى إحنا متقابلناش بقالنا كتير المفروض تعامليني كويس عن كدة.
نفخت مرة أخرى قبل أن تقول بعـ،صبية: أخلص بقا وأنت عارف أنه عيب نقف كدة مع بعض يإما تقول عايز إيه يا إما توسع علشان هتأخر.
نظر حوله بتفكير: أصل أمبارح وأنا مروح حصل حاجة غريبة أوي، فجأة لقيت عيل رزل رخم ومترباش حدف طوب عليا وأنا داخل البيت.
ارتبكت بشدة وحاولت إخفاء إرتباكها وقالت بتعلثم: طب...طب وأنا مالي؟
نظر لها مباشرة في عينيها بتدقيق وقال: قولت أسألك يمكن تعرفيه أو مش يمكن يطلع أنتِ اللي عملتي كدة؟
الجزء الثالث.
أحمر وجهها بشدة وحاولت التظاهر بالغض.ب: أنت بتقول إيه؟ أنت اتجننت؟
رفع حاجبيه فتابعت بإرتباك حاولت أن تخفيه خلف عصبيتها: هو أنت فاكر أنه كل الناس لسة تصرفاتها تصرفات أطفال زيك ولا إيه؟
عقد ذراعيه أمام صدره: إيه كل الثورة دي؟ علشان مجرد سؤال؟
حدقت إليه وقالت بنفاذ صبر وهى تشاور بيدها: أنا مش فاضية للعب العيال ده، ووسع من هنا عايزة أنزل.
نظر لها بإستخفاف وتنحى من أمامها فهبطت بسرعة حتى خرجت إلى الشارع حين نظرت خلفها وتأكدت أنها اختفت عن أنظاره أطلقت نفسا عميقا يعبر عن ارتياحها.
من حسن حظها أنها استطاعت الخروج من المأزق دون أن يكتشف أنها من كان وراء ذلك.
أحضرت الطلبات التي أرادتها والدتها بسرعة ثم عادت لأن أذان المغرب لم يبقى عليه سوى دقائق، كانت عائدة ورأته يقف قريبا من مدخل منزلهم، يقف متكئا على على الجدار وينظر نحوها بإبتسامة زادت من توترها، نظرت إلى الأرض وهى تقترب من منزلها وهو يتتبعها بنظراته، رفعت نظراتها لتحدق فيه بحدة حتى لا يضايقها أكثر من ذلك إلا أنها سرعان ما اتسعت عيونها بقوة حين فجأة أصابه كيس من مشروب التمر الذي يوزعه الناس أثناء الإفطار، شهق قاسم بقوة ونظر لنفسه بصد@مة حيث اتسخ التيشيرت الذي يرتديه بأكمله.
حدقت به جميلة لثانية قبل أن تنفجر في الضحك بشدة، حاولت التحكم في ضحكاتها ووضعت يدها على فمها بسبب صوت ضحكها العالي إلا أنها لم تستطع وهى تراه ينظر لها مغتاظا وينظر لنفسه في ذات الوقت والضرر قد طال وجهه وبنطاله أيضا، سرعان ما رسمت إبتسامة على وجهها وهى تنظر له نظرة أن هذا هو ما يستحقه تماما وصعدت لمنزلها وهو يبحث عن من فعل به هذا ليتشاجر معه.