استأذنك بس تساعديني أعدي الشارع..بقلم علياء عبد الصبور
للأمور وفي رد فعلك.. وواحدة واحدة هنوصل للتقبل.. حتى لو فضل الوضع على ما هو عليه.
ابتسم وكمل _
_ وقومي اعمليلنا كوباية شاي.
ضحكت وردت _
_ أنا مش خدامة
احنا اللي خدامينك يا ست الكل.
_ ربنا يعزك يا دكتور
المرة الجاية عايزين نشوف ابتسامة.. مش عايزين نشوف دموع.
_ شكرا يا دكتور
سأل الموجودين _
_ حد عنده تعقيب على كلام داليا
_ ما فيش تعقيب بعد كلامك يا دكتور.. احنا بس بنتمنالها السعادة.
تمام.. كدة ناخد بريك خمس دقايق ونرجع.
قربت منه اللي لسة لحد دلوقتي ما يعرفش اسمها و قالت _
_ أنا اتبسطت أوي
ابتسم وبدعابة قال _
أية ده انتي لسة هنا
_ شكلي هبقى هنا كل مرة
وهتحكي
_ احكي اية
_ مش حاسة اني عايزة احكي.. بس ليه بتهتم إن الناس تحكي
علشان الحكي بينضف جوانا.. اللي بيخرج بالحكي.. بياخد بعد كدة حجمه الطبيعي.. ما بيفضلش كبير جوانا زي ما كان. بحب نسمع بعض.. علشان مؤمن إن الكلمة نور.. أحيان كتير بيكون كل اللي محتاجينه كلمة.. كلمة ترد فينا الروح وتنور جوانا لمبات موجودة بس مطفية.. تجربتي ممكن تفيد حد تاني انه يقوى وتجربتك ممكن تصغر حاجة كبيرة جوه حد كان قبل حكيك شايفها مأساة.
وإياكم يارب
_ كدة اتأخرتي على صحابك
بعتلهم رسالة إني مش هعرف اجي
وهو بيتكلم جاله تليفون فاستأذنها يرد _
_ ايوة يا ماما يا حبيبتي.. مش انا بعتلك رسالة اول ما وصلت.. قلقانة ليه.. هخلص واجي على طول.
_ لا ما تتعبيش نفسك.. هاجي زي ما روحت.. سلام دلوقتي علشان هنبدأ
_ يلا نبدأ
أظن إني هحكي
_ أكيد هتحكي
خمس دقايق فعلا والناس كلها كانت قاعدة في أماكنها مش ناقصين واحد وكالعادة بدأ مروان بالكلام _
_ كلنا آذان صاغية.. مين مستعد يحكي
أنا يا دكتور
_ الصوت ده أول مرة اسمعه.. ولا وداني خانتني
لا.. أنا فعلا دي أول مرة ليا هنا
_ اهلا وسهلا.. نورتنا
ابتسم وقال _
_ أتفضل.. المايك معاك
أولا.. أنا عايز اشكركم على الفكرة الحلوة دي.. أنا عرفت عن الجروب من صديق.. وكان بيشكر جدا في الفكرة وفي حضرتك.. وفعلا عنده حق من اول ما جيت وانا حاسس بدفأ وكأني وسط ناس اعرفهم من زمان
ثانيا _ كنت متخيل اني هاخد وقت علشان اقدر أحكي.. بس الجو ده خلاني مستعد احكي خصوصا إني محتاج أحكي
_ ليه
علشان احنا هنا علشان بعض.. وكلامنا كله من القلب.. واللي بيخرج من القلب بيوصل للقلب
_ ده احساسي فعلا يا دكتور
اتفضل.. احنا سامعينك
_ أسمي مجدي.. عندي ٤٥ سنة.. بشتغل محاسب في شركة.. حياتي كانت هادية وراضي بكل حاجة فيها .. بس كنت زي أي شاب عايز تبقى في حياتي ست.. كنت بقاوم كل يوم فتن حواليا وأقول لا بلاش تضعف.. هانت.. بكرة تتجوز وعيش كل الحاجات الحلوة مع مراتك.. ما عدا العلاقات الخفيفة يعني.. شات ولا مقابلة مع بنت نتكلم شوية.. زي اي شاب يعني.. عافرت عقبال ما كونت نفسي علشان اكمل نص ديني زي ما بيقولوا.. لحد ما قدرت اجيب شقة وأحوش تكاليف الجواز.. واتقدمت فعلا لواحدة من جيرانا ساكنة في الشارع اللي ورانا.. بنت زي القمر ما كنتش شوفتها قبل كدة غير قبل ما اتقدمتلها بحوالي سنة.. من أول ما شوفتها وانا ما عرفتش اطلعها من دماغي.. بس خۏفت اكلمها تكون مرتبطة.. وأنا ما كنتش لسة مستعد.. إعجابي بيها هو اللي خلاني اشتغل شغل إضافي علشان اكون جاهز واتقدملها .. وفعلا سألت عليها أول ما لقيت نفسي جاهز وعرفت أنها مش متجوزة.. اتخطبت كذا مرة وما حصلش نصيب.. وعرفت انها على أد حالها.. فاتشجعت واتقدمت.. كنت مړعوپ ما توافقش.. بس هي وافقت.. كنت فرحان أوي إن واحدة زي دي وافقت عليا.. أنا شكلي مش حلو يعني.. علشان توافق عليا.. كنت طاير من السعادة.. وأمي كانت على طول تقولي والله بنت خالتك أحلى منها.. بنت خالتي دي كانت بتحبني طول عمرها بس انا كنت بشوفها اختي.. بيقولوا الراجل بيحب بعنيه.. وصراحة عيني عمرها ما حبيتها.. ما كنتش حلوة.. وأنا كان نفسي في واحدة حلوة.. يمكن نقص جوايا علشان أنا شكلي مش حلو.. ويمكن كل الرجالة كدة.. مش عارف.. المهم اني ما رضيتش ابدا اتجوز بنت خالتي.. وفرحت أوي لما اتجوزت واحد قريبنا علشان أخلص من زن امي.
.
شرد شوية وكمل _
_ خطيت جارتي وكنت حاسس اني ملكت الدنيا.. كان وقتها عندي سبعة وتلاتين سنة.. وهي كانت تلاتين.. سألتها كتير ازاي واحدة حلوة زيك ما تجوزتش لحد دلوقتي.. وكانت اجابتها دايما اهو اللي حصل ما كنتش بحس حد من اللي بيتقدمولي ولا اللي بتخطبلهم.. علشان كدة ما تجوزتش.. ولما سألتها طيب اشمعني وافقتي عليا انا جاوبت إجابة خلتني في حتة تانية من السعادة.. قالتلي اصل انت طيب وأنا بحب الطيبين.. وكمان مناسب.. كفاية انك موظف اد الدنيا مش صنايعي زي معظم اللي بيتقدمولي.. فرحت أوي بكلامها وحسيت لأول مرة إني مميز أوي.
سكت لثانيةوكمل _
_ طبعا أنا زي أي شاب زي ما قولت عرفت بنات في حدود اللي قولته بس دايما كانت اللي بترضى تعرفني شبه بنت خالتي.. فكوني اسمع كلمتين زي دول من واحدة زي دي كان بالنسبالي حدث.
فضلنا مخطوبين حوالي ست شهور.. كان كلامها قليل.. وأنا كنت راضي وشايف إن ده حياء.. طبيعي تكون خجولة.. سألتها كتير.. بتحبيني.. عمرها ما قالت أه ولا حتى قالت لأ.. كانت إجابتها محايدة.. لحد ما اتجوزنا.. وكنت فاكر إن فترة الكسوف خلصت واني هسمع وهحس كل اللي كان
نفسي اسمعه واحسه.. أكيد بتحبني.. أمال رضيت بيا ليه من بين كل رجالة الدنيا.
دمعت عنيه.. مسح دموعه بسرعة وكمل _
_ أنا حبيتها أوي.. كان عندي استعداد أعمل علشانها اي حاجة.. كنت بسمع كلامها وبنفذ أي طلب تطلبه علشان ترضى.. وكنت فاكرها رضيت.. بس للأسف طلعت ما رضيتش.
فضلنا سبع سنين متجوزين.. كنت راضي فيهم بأي حاجة تديهالي وبعديلها اي حاجة وحشة تعملها في حقي.. بس كان احساسي أيقن انها ما بتحبنيش.. حياتي أتحولت لچحيم.. نفسي ألاقي عندها اللي أي راجل بيحتاجه من مراته.. حب.. حنان.. تقدير.. ما لقيتش اي حاجة منهم.. ومع ذلك فضلت أحبها.. كانت عايشة حياتها علشان ابننا وأنا درجة تانية.. كنت بقول لنفسي عادي.. اكيد انت بتعمل حاجة غلط في تعاملك معاها ويجيب الغلط عندي.. سألتها كتير بتعملي كدة ليه.. انتي ما بتحبنيش.. وكأن ردها انت أبو أبني.. أنا بس طبيعتي كدة.
صدقتها لحد ما شوفت اللي فسرلي أية السبب في كل اللي بيحصل.
وهنا شرد وسكت لحد ما افتكروا إن ما بقيش عنده استعداد يكمل كلام.. ولسة مروان هيقوله.. خلاص يا مجدي نكمل في وقت تاني.. ظهر صوته تاني وكمل بصوت كله ۏجع _
_ راحت تزور مامتها في يوم ونسيت موبايلها..