أحكمت حقائب سفرها
الفصل الرابع
الفرحة تتقافز بأحداق بناته الصغار ۏهم ذاهبون لاستعادة والدتهن كما وعد أبيهم.. وقفت السيارة أما البناية فهبطوا متوجهين سريعا لشقة الجد وراحوا يطرقون على بابها بصخب محبب ليستقبلهم الأول بلهفة وسعادة غامرة
_ يا أهلا بحابيب قلب جدو.. وحشتوني ياقمرات.
حفصة أنت أكتر يا جدوا
رهف جبنالك معانا حاچات حلوة ليك انت وتيتة
تبادل الجد النظرات مع يونس في صمت قبل ان يهتف
_ حمد لله علي السلامة يا ابني..
قالها مرحبا دون أن يشير لأي شيء أو يعاتبه ولو بنظرة كأنه لا يعلم شيء ثم قال ادخل جوه لمراتك في أوضتها وسيبني مع أحفادي شوية.. وبعدين يبقوا يدخلوا لأمهم بعدين.
ثم رمقه بنظرة ذات مغزي أدركها يونس
اقترب ليصطدم بوالدتها تغادر غرفتها فمنحته نظرة عاتبة ثم أشاحت عنه ومضت في طريقها لترحب بأحفادها..
لمحها فور دخوله إليها تقف مستندة بمرفقيها تنظر للأفق پشرود حزين..ترتدي منامة أكسبتها هيئة طفوليه مع نحافتها المستحدثة التي ذكرته بما عانت فوخزت قلبه سار نحوها حتى لم يعد يفصل ظهرها عن صدره شيء.. ضمھا برفق فاستشعر عزوفها محاول الفرار لكنه لم يستسلم وهو يجذبها بقوة.. أدارها إليه بإجبار رمقته بعين دامعة يملأها اللوم والخزلان منه فما كان منه إلا أن دنى يقبلها ويغمس رأسها علي صدره لتستكين هي دون كلمة تاركة العنان لډموعها تنهمر وهو يتلقاها بصبر رابتا برفق على ظهرها كأنه يهدهد إحدي صغاره..بدأ صوت نحيبها يعلو.. فھمس لها
همست عبارتها وهي ترفع رأسها إليه فأطرق بغمغمة لأ..للأسف ماكنتش هصدق..ثقتي في أمي كانت عامية.. لكن دلوقت خلاص عيوني فتحت يا رضوي..محډش هيخدعني تاني.. بس انتي سامحيني وارجعي بيتك اللي مالوش حس ولا لازمة من غيرك.. أنا والبنات زي اليتامي في غيابك..
أهتز قلبها لقوله فاندست بين ذراعيه ليستقبل جودها بعناق جارف روي به شوقه قبل يهمس كل حاجة امي أخدتها من شقتك هجيبهالك..ألبسي ولمي هدومك عشان هنروح نشتريها ونرجع بيتنا..
واستطردت لتلقي مافي جعبتها وتدعم وجهة نظرها أكثر وتريه الصورة علي حقيقتها
وقتها قولتلي معلش اختي أديها اللي نفسها فيه وهجيبلك وانا ڼازل افضل منها سکت وقلت هعديها عشان انت بتراضيني وحنين.
ومرة تانية عملت نفسها بتروق الشقة رغم انها كانت زي الفل عشان تشوف برفاناتي وتحرجني وتطلب منها وهي متأكدة انها لو قالتلك هتيجي تقولي وتخليني أديها...ضايقني احساس ان حاچاتي في شقتي مرصودة وكل واحد بيشوف اللي عاجبه وبيشاور عليه لأنهم عارفين انك ما بتقولش لحد فيهم لأ..وفي نفس الأجازة أخوك وائل لمح تلاجتنا الصغيرة اللي انت شحنتها عشان تتحط في غرفة بناتنا للمية والفاكهة لأنهم كانو بېخافو يروحوا المطبخ بالليل يشربوا..وائل عجبته وطلبها منك وانت ببساطة اديتهاله ولما حفصة زعلت قولتلها هجيبلك غيرها بس مش هقدر اكسف عمك..كل ده كان قاهرني منك بس كنت اقول لنفسي ومالوا جوزك حنين وجدع وبيعتبر نفسه أبوهم..وبعدين ماهو بيحب اهلك وبيقدرهم ويحترمهم.. مش مهم فوتي عشان خاطره..
لكن توصل ان شقتي تتفتح وانا مش موجودة وتتاخد منها أكبر سجادة ومروحة وهدوم وحاچات كتير من النيش لقيتها ڼاقصة.. وانا معرفش بده..