تابع وريقة الحناء التي ماتت أمها فتزوج بعدها امرأة
فوجدت كل صنف من الحبوب قد طحن ووضع في إناء منفرد كما طلبت منها خالتها تماما ووجدت السلالم قد كنست ايضا فأمسكت بقبضتها بعضًا من الطحين وذرته على وجهها وساعديها وملابسها،
ثم دخلت مسرعة إلى غرفتها وقعدت تنتظر عودة خالتها وابنتها كرام لتقوم بسؤالهن عن أحوال العرس وما حوله من مباهج وعمن حضرنه من الصديقات والمعا ريف وعمن تغيب عنه مثلها وعن غيرها من الأمور التي ستتظاهر بعدم إطلاعها عليـها.
أقبلت كرام وأمها وهن شاردات الذهن من جمال تلك الفاتنة التي سلبت العقول فاستقبلتهما وريقة الحناء والمكنسة بيدها كما لو أنها لم تغادر البيت ولم تكمل عملها بعد....
... أقبلت كرام وأمها وهن شاردات الذهن من جمال تلك الفاتنة التي سلبت العقول فاستقبلتهما وريقة الحناء والمكنسة بيدها كما لو أنها لم تغادر البيت ولم تكمل عملها بعد
وأخذت تسألهن بلهفة عن العرس ومباهجه التي لم تتمكن من رؤيتها وعمن حضرنه من الصديقات والمعاريف
فقالت خالتها تجيبها:لو كنت جئت وشاهدتي الذي شاهدناه كنت ما بتصدقي عيونك.
فسألتها وريقة الحناء بلهفة: ماذا حدث ماذا حدث أرجوكن أخبراني ماذا حدث ؟
همت كرام بالكلام فقاطعتها أمها قائلة:واحدة بنت ما مثل جمالها بنت كأنها نزلت من السماء دخلت فجأة إلى حلبة الرقص وأخذت ترقص وترقص وقد أفسح لها الجميع المكان
بعد أن توقفوا عن الرقص وأخذوا يتابعون رقصها الذي شد أنظارهم وسلبت بجمالها قلوبهم حتى أن إبن السلطان لم يغفل عن متابعتها والتحديق بوجهها لحظة واحدة،
ثم صمتت قليلًا وكأنها تستعيد شريط الأحداث وواصلت حديثها قائلة:
ومثلما دخلت إلى المكان فجأة فقد خرجت منه كذلك فجأة حتى أنها أثناء خروجها داست على قدمي بحذائها الذي وقع منها وأسرعت منصرفة دون أن تلتقطه. فتناوله إبن السلطان الذي حاول اللحاق بها
وقد سمعته يقول وهو يتفحص الحذاء ويقلبه بين يديه سأبحث عن صاحبة هذا الحذاء وسأتزوج بها يالها من فتاة محظوظة سيتزوج بها إبن السلطان
تظاهرت وريقة الحناء بالحزن على ما فاتها من مباهج الاحتفال فيما هي تكاد ان تطير من الفرح وهي تسمع عن إعجاب إبن السلطان بها ورغبته بالزواج منها وتنهدت بحسرة قائلة
ليتني جئت معكن لأتفرج على تلك الفاتنة واستمتع برقصها ثم أردفت مازحة أو ليتي كنت هي تلك الفاتنة.
ضحكت خالتها من أمنيتها وأجابتها ساخرة:ما الذي سيوصلك أنت أبنة الرعوي إلى مستواها
إذا كنا نحن ومن يكبرنا شأنا لم نتمكن من مشاهدتها إلا من أحد الأركان البعيدة حيث كنا نتلقى الدفع والركل بالأيدي والأرجل من كل داخل وخارج للقاعة.
ثم أمسكت أصابع قدمها وأخذت تضغط عليها بيدها وتنهدت قائلة: أه يا قدمي كادت الفتاة أن تهشم أصابع قدمي بحذائها الذي داستني به.
في اليوم التالي خرج إبن السلطان يرافقة عدد من الحراس لتفتيش بيوت القرية بيتًا بيتا يبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء الأبيض ويقيس الحذاء على كل فتاة يتم عرضها علية
وكان كلما قام بقياسه على فتاه يجده أما أكبر أو أصغر من مقاسها وكان قد طاف بجميع منازل القرية ولم يتمكن من العثور على صاحبة الحذاء،
وبداء اليأس يتسرب إلى نفسه وقبل أن يهم بالعودة،