الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جميلتى...يا بنتي بطلي أكل بقا حرام عليكِ

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت جميلة مسحت دموعها حتى لا ينتبه والداها لشئ ولكنها لاحظت والدتها تحدق بها بتركيز مما أربكها.

سأل والدها الطبيب بعد أن نام قاسم من أثر المهدئ: طب هو هيقعد في المستشفى أد إيه يا دكتور؟

هز الطبيب رأسه وهو يحدق لقاسم: لا هو هيقعد فترة لأنه كسر الرجل بتاعته شديد ومحتاج يرتاح راحة تامة وميقومش من السرير على الأقل لأسبوعين.

حين عادوا للمنزل دلفت والدتها ورائها قائلة بجدية: جميلة عايزاكِ في موضوع مهم.

قالت جميلة بإرهاق: نعم يا ماما؟

قالت والدتها بعد أن أغلقت الباب ورائها: إيه حكايتك من وسيم؟

أحمر وجهها بشدة وقالت بتعلثم: ح..حكاية إيه؟

رفعت حاجبها وهى تبتسم: يعني هتخبي عليا؟

تنهدت جميلة بشدة وهى تجلس على سريرها وقالت بإحباط: ماما أنا مش قادرة أتكلم دلوقتي.

جلست بجانبها بحنان وهى تضع يدها على كتفها وتضمها: سؤال واحد بس وعايزة إجابته، بتحبيه يا حبيبتي؟

أجابت جميلة بصوت خافت: أيوا لكن خسرته من زمان.

سألت والدتها بذهول: ليه؟

صمتت جميلة وهى تضم نفسها لوالدتها ففهمت وقالت بتفهم: خلاص براحتك يا حبيبتي، لازم ترتاحي علشان بكرة وراكِ مناقشة مهمة.

بعد قليل ذهبت من عندها وتركت جميلة لوحدها وهى تسترجع الحديث الذي كان بينها وبين قاسم وبكت بشدة خصوصا من قسوته عليها ولكن هل يمكنها أن تتفهم هذه القسوة؟ أيمكن أن تكون نابعة فقط من الألم؟

في اليوم التالي أتت لها ياسمينا باكرا وسردت لها ما حدث وهى تبكي.

قالت ياسمينا بإنزعاج: هو الواد ده غبي؟ طب مقدرة أنه قلبه مكسور لكن أنتِ قلبك من حجر يعني!

لم ترد جميلة فتابعت ياسمينا بتوبيخ: وبعدين تروحي تقولي له أنتِ كنتِ معجبة بوسيم؟ أنتِ من غير عقل خالص؟ حرام عليكِ يا جميلة طب ياريتك حتى كان أسمك ذكية يمكن كان ليكِ من أسمك نصيب!

ابتعدت جميلة عنها وهى تجيب بحزن: معرفش هى طلعت مني كدة فكرت لما أقوله كدة هيصدق أني بحبه بجد والتاني كان مجرد إعجاب وهمي ملوش لازمة.

حدقت لها ياسمينا وكأنها مجـ،نـ،ونة: يعني لو كان العكس ساعتها رد فعلك كان هيبقى إيه؟

تنهدت جميلة بتعب وضيق: اللي حصل بقا يا ياسمينا!

ربتت على كتفها بمواساة: اللي حصل حصل يا حبيبتي دلوقتي بس ركزي في مناقشتك ولما تعدي على خير إن شاء الله نفكر في الموضوع ده.

قالت جميلة بإحباط: حاسة أنه المناقشة دي مبقتش تهمني يا ياسمينا، مبقاش ليها لازمة بالنسبة ليا.

قالت ياسمينا بحكمة: جميلة يا حبيبتي أنا متفهمة ألمِك وأنه لسة جديد بس ده مستقبلك، تفتكري إيه يعني اللي هيتحل لما تتخلي عن الحاجة اللي بتحلمي بيها دلوقتي؟

قومي يا حبيبتي اجهزي مبقاش غير ساعة ونص وربنا يحل كل حاجة من عنده.

نهضت جميلة بدون حماس وارتدت ملابسها، وقعت عيونها على شئ محدد فقالت لياسمينا بتفكير: بس هنروح أنا وأنتِ مكان الأول يا ياسمينا.

عقدت ياسمينا حاجبيها بإستغراب: مكان فين؟

لم ترد جميلة وهى تنظر لنفس الشئ بإبتسامة باهتة.

قالت ياسمينا بقلق: أنا مش عارفة دماغك دي هتودينا فين! إيه اللي جايبنا المستشفى دلوقتي!

قالت جميلة بعزم وهى تحمل باقة الورود الذابلة بين يديها: دي حاجة أنا حاسة بضرورة أني أعملها وهتريحني.

زفرت ياسمينا: طب بسرعة علشان منتأخرش إحنا فلتنا من باباكِ ومامتك بالعافية.

حين وصلوا لغرفة قاسم نظرت لها جميلة بتوتر: لازم أتأكد أنه نايم الأول ومعندوش حد هنعمل إيه؟

هزت ياسمينا رأسها بحيرة ولكنهم ابتعدوا بسرعة حين فُتح الباب، زفروا براحة شديدة حين تبين أنها الممرضة.

سألتها ياسمينا عن حالة المريض وقد أخبرتها أنهم أقرباء له، أخبرتها الممرضة أن وضعه على حاله وهو نائم الآن.

أبتسمت جميلة بإرتياح حين سمعت ذلك، حدقت لها ياسمينا: أنا هستناكِ هنا، أدخلي وأطلعي فورا.

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات